عرض مشاركة واحدة
   
غير مقروء 06-05-2013, 08:02 PM رقم المشاركة : 1
معلومات العضو
مدير عام

الصورة الرمزية عبدالله بن نويمي

إحصائية العضو






عبدالله بن نويمي has a spectacular aura aboutعبدالله بن نويمي has a spectacular aura about

 

عبدالله بن نويمي غير متواجد حالياً

 


المحادثة: 0

مشاهدة أوسمتي

المنتدى : تغذية من المواقع
افتراضي رسالة للأمير نايف بن عبدالعزيز

رحمك الله يا نايف بن عبدالعزيز، الإنسان الحصيف الحكيم، صاحب القلب الكبير والعطاء العظيم، فقد خدمت دينك ووطنك ومواطنيك، نحسبك كذلك ولا نزكي على الله أحداً. وهاهو الزمن يدور وتمر سنة على وفاتك في يوم بكتك فيه الأرامل والضعفاء والمساكين، إضافة إلى من عرف نبلك وإنسانيتك ومواقفك العادلة مع الجميع، حتى عمقت حبك في القلوب، فكان يوم وفاتك يوماً محزناً لأهل الدين والصدق وأهل السنة، مفرحاً لأهل البدعة والتحلل والضلال. لقد أمضيت أربعين عاماً تقريباً تخدم الأمن وتطوره وتحافظ بعون من الله على أمن الحجاج والمعتمرين، وتسهم في أن يتعبدوا لربهم ويؤدوا مناسكهم بيسر وسهولة، وأنت يقظ تعمل بجد وإخلاص، وأمن الوطن هو هاجسك، فعاش فيه المواطن ينمي تجارته ويبني عمرانه ويعلم أولاده، ويؤدي صلواته، وليستقطب هذا الوطن بأمنه وأمانه ملايين المقيمين الذين وجدوا فيه ضالتهم ليعيشوا فيه، وليساعدوا أسرهم في بلدانهم، ومن جاء لا يريد الرجوع لبلده، بل يحرص على البقاء والاستقرار وإحضار بقية أسرته للعيش في وطن أنت من تقود فيه الأمن، مستلهماً توجهات والدك الملك عبدالعزيز - طيب الله ثراه - وإخوانك الملوك من بعده، ولقد عمل معك الكثيرون، وتشرفت بحضور لقاءاتك مع الأكاديميين ورجال الإعلام والفكر والثقافة وعلماء الوطن وعلماء العالم العربي والإسلامي والسياسيين من مختلف دول العالم ورجال الاقتصاد والمال والأعمال، ومع الشباب، فكان الدين حاضراً في حديثك، وكان المواطن وسعادته ورفاهيته هو هدفك، وكنت حريصاً على توفير فرص العمل للمواطنين والمواطنات، وعلى كرامة المرأة ودينها وشرفها ونقائها، وكنت متحدثاً واثقاً، قلبك مفتوحاً، ومكتبك مشرعاً للمراجعين، وتحرص على مجلسك الأسبوعي مع المواطنين، تقرأ طلباتهم بحرص، وتتجاوب مع مشكلاتهم، وتفرج كرباتهم بعون من الله، إضافة إلى مقابلاتك اليومية للجميع، فما أسهل أن يصافحك الناس وتقابلهم بقلب عطوف، تحث على التعليم، وترسل من يحتاج للعلاج، وتقف بعدل مع المظلوم، وتجود بمالك وجاهك ومكانتك من أجل سعادة الآخرين، ولم يكن المال عندك مساومة في إذلال الناس أو تحقيرهم أو استغلال حاجتهم، بل كرم الأخلاق وسمو النفس وعلو المنزلة والتسامح وتشجيع المخلصين، والتعامل مع الهمازين المشائين بنميم بعقل راجح وبصيرة موزونة عميقة.. رحمك الله يا نايف بن عبدالعزيز، فقد كنت الوالد والحنون والنبيل مع أبناء وطنك، فأحبوك، وقابلتهم بالعطاء والإخلاص والبذل حتى تركت الأمن في أفضل حالاته من تدريب وإعداد وتجهيزات، وبقيت مدرستك وحكمتك في حل المعضلات طريقاً يحتذى، بداية بفتنة الحرم المكي الشريف، ومروراً بأحداث الحج المختلفة التي غذتها الطائفية البغيضة، أو أحداث الإرهاب المختلفة، وحربك على الجريمة والمخدرات والفكر الدخيل، حيث كنت أسد السنة، وخادم العقيدة، وناصر المرأة، المحافظ عليها من التغريب والتحلل والتفسخ. لقد ودعناك مسافراً لفحوصات خرجت بعدها وأنت تبشرنا بعودة قريبة، ثم قدر الله ما شاء فعل، ومازال الجميع يتذكرون كلماتك وتصريحاتك وأحاديثك وحواراتك، تنصت وتقرأ وتتحدث حديث الثقة والحكمة والمنطق فيشاهدك الجميع في وسائل الإعلام، ويشعرون بقيادتك وحضورك ومكانتك الطيبة في نفوسهم، ولقد كنت تحمل قلباً يقدم الخير والتسامح والعفو انطلاقا من قول الشاعر:

لا يحمل الحقد من تعلو به الرتب *** ولا ينال العلا من طبعه الغضب

فكان هذا سبب بكاء الناس عليك وشعورهم بضخامة الفقد ومرارة الحدث والحزن الكبير على فراقك، وبحمد الله كان سندك الأمير أحمد بن عبدالعزيز نائبك لسنوات طويلة يسير على نهجك، وهاهو ابنك وتربيتك ومدرستك الأمير محمد بن نايف يواصل خدمة الأمن بكل إخلاص ووطنية، حيث محاربة الإرهاب والمخدرات، والحزم في تنظيم العمالة المخالفة وتصحيح أوضاعها، والنجاح في إيقاف المتسللين عبر الحدود الذين روعوا الناس، والشدة في الوقوف ضد تصرفات بعض الشباب ومن يسمون بالدرباوية حتى تم إيقافهم عند حدهم، وتطوير نظام البصمة الذي كشف عن كثير من المشاكل، وقام بحلها وتطوير الخدمات الإلكترونية في أعمال وزارة الداخلية مما يبشر بخطوات أفضل وأجود للتسهيل على المراجعين وخدمتهم، فالدعاء إلى الله عز وجل أن يسكنك أيها الأمير نايف بن عبدالعزيز فسيح جناته، وستظل القلوب تنظر إلى بساطة منزلك في "المعذر"، وأسلوب حياتك البعيدة عن المبالغة، يعرفها من تشرف بالقرب منك، أو من أكرمته بدخول منزلك، أو دخلت منزله، حيث التواضع والحب والحنان وحسن التعامل والحلم والعمق والحكمة التي وهبها الله لك، فكنت المواطن الذي عمل لخدمة دينه، ثم مليكه ووطنه.




http://sabq.org/bk1aCd







التوقيع

رد مع اقتباس