قمة الإثارة صاحبت اجتماع رئيس المجلس البلدي وأعضائه في محافظة الطائف مساء يوم الثلاثاء 13/ 2/ 1433 هـ؛ حيث لم يقتصر الحضور على المدعوين من المسؤولين ورجال الأعمال، الذين وُجِّهت لهم الدعوة؛ فقد كان الحضور كبيراً، وغصت القاعة بالمواطنين الذين أشعلوا القاعة بصيحات الاستهجان؛ لما يتعرضون له من إهمال لمطالبهم وشكاواهم من البلدية.

الاجتماع بدأه أمين الطائف ورئيس المجلس المهندس محمد المخرج بكلمة، تحدَّث فيها عن بعض المشاريع المنفذة والمشاريع المستقبلية للمحافظة، وكان ينتظر آراء وتعليقات رجال الأعمال، وفي هذه الأثناء بدأت الأصوات تتعالى من كل جانب في القاعة من بعض الحضور، الذين جاؤوا لكشف المشاكل التي تعترضهم من البلدية، ولو لم يتدخل رجال الأمن الذين حضروا اللقاء لتعقدت الأمور؛ حيث أُصيب بعض المتحدثين بلحظة هياج غير طبيعي، انفلتت معه ألسنتهم بالشتائم؛ الأمر الذي "لخبط" على المنظمين أمورهم كلها؛ ما حدا بأحد الأعضاء إلى الدعوة لطعام العشاء لإنقاذ الموقف.

رجال الأعمال عادوا من هذا اللقاء بأفكارهم ورؤاهم حبيسة الملفات؛ لعدم إعطائهم الفرصة للمشاركة التي جاؤوا من أجلها، ولأن الاجتماع أخذ منحى الأمور الخاصة وترك العامة.

هذه الحادثة أثبتت لنا أن هناك شرخاً بين الأمانة والمواطنين، الذين وجدوا في هذا الاجتماع متنفساً لهم لطرح شكواهم مما يلاقونه من صعوبات في الوصول إلى حقوقهم، ولأن سياسة الأبواب المغلقة ربما كانت العائق الأكبر لنقل همومهم ومشاكلهم إلى الأمين في مكتبه رأوا أن الفرصة قد سنحت لهم لبث همومهم في هذا الاجتماع المفتوح.

كنت أتمنى أن يكون النقاش حضارياً، وألا يصل إلى رفع الأصوات والسباب؛ فالحقوق لا تؤخذ بمثل هذا السلوك، لكن أعود فأقول: إن هؤلاء لو وجدوا أذناً صاغية، تسمع لمطالبهم ومشاكلهم، لما وصلوا إلى هذه المرحلة من الغليان والانفعال.

إن المجالس البلدية بحاجة إلى إعادة النظر في النهج الذي تتخذه؛ فلم يعد الجلوس على المكاتب مجدياً في الوقت الذي نحتاج فيه إلى تلمس احتياجات المواطنين وما ينقصهم من خدمات بلدية وما يعترضهم من مشاكل، من خلال الجولات الميدانية على الأحياء في المحافظات والمراكز، والعمل على حلها، وإلا فإننا سنبقى في حلقة مفرغة، وسيبقى المواطن غير راضٍ عما يقدَّم له من خدمات لا ترضيه، ولا ترقى إلى طموح الدولة.



http://sabq.org/bb1aCd