عرض مشاركة واحدة
   
غير مقروء 05-10-2013, 11:33 PM رقم المشاركة : 1
معلومات العضو
مدير عام

الصورة الرمزية عبدالله بن نويمي

إحصائية العضو






عبدالله بن نويمي has a spectacular aura aboutعبدالله بن نويمي has a spectacular aura about

 

عبدالله بن نويمي غير متواجد حالياً

 


المحادثة: 0

مشاهدة أوسمتي

المنتدى : تغذية من المواقع
افتراضي أولى الناس بالإمامة.. أطولهم لحية..!!

جاء في الحديث عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم "يؤم القومَ أقرؤهم لكتاب الله، فإن كانوا في القراءة سواء فأعلمهم بالسّنة، فإن كانوا في السنة سواء فأقدمهم هجرة، فإن كانوا في الهجرة سواء فأقدمهم سلماً ـ أي إسلاماً ـ ولا يؤمنّ الرّجل الرّجل في سلطانه، ولا يقعد في بيته على تكرمته إلا بإذنه" رواه الإمام مسلم في صحيحه.

اختلف العلماء فيمن أولى بالإمامة، فقال مالك: يؤم القوم أفقههم لا أقرؤهم، وبه قال الشافعي. وقال أبو حنيفة والثوري وأحمد: يؤم القوم أقرؤهم. ومنهم من فهم من الأقرأ هنا الأفقه; لأنه زعم أن الحاجة إلى الفقه في الإمامة أمسّ من الحاجة إلى القراءة، وأيضاً فإن الأقرأ من الصحابة كان هو الأفقه ضرورة، وذلك بخلاف ما عليه الناس اليوم!!

وموضوع "أولى الناس بالإمامة" موجود حتى في كتب المرحلة الابتدائية، ولا أعتقد أن أحداً يجهله، ولاسيما من المهتمين بمنزلة الإمامة، والمقصود بها إمامة الناس في الصلاة؛ ذلك أن الإمامة لها معانٍ كثيرة بمفهومها الواسع، ومن ضمن معانيها إمامة الناس في الصلاة. وبنظرة سريعة لواقعنا المعاش فإننا تساهلنا في موضوع شروط من يؤم الناس في حال غياب الإمام الراتب، الذي يتم تعيينه رسمياً من قِبل فرع وزارة الشؤون الإسلامية وفق شروط وضوابط، تم وضعها لذلك الغرض.

ولذلك، فإن أول ما يلفت نظر الكثير عند غياب الإمام الراتب أنه يتم تقديم أي أحد ممن له لحية طويلة، بغض النظر عن حفظه وإجادته للقراءة بصفة صحيحة، فضلاً عن تفقهه في الدين!! وقد يعذر الناس؛ كونهم حكموا على المظهر، ولا يعرفون عن المخبر، ولكن الشخص نفسه يعرف نفسه جيداً؛ فكونه ذا لحية طويلة لا يؤهله للإمامة إن لم يكن حافظاً وقارئاً جيداً، وإلا فليعتذر عن الإمامة؛ حتى لا يأثم حينما يلحن لحناً جلياً في قراءته، ولا يحسنها مجودة كما يجب، ولأنه لو فعل ذلك يلحقه الإثم!! وقد تجد إنساناً حليقاً ويحفظ من القرآن، ويجود في قراءته جيداً أفضل من بعض من يطيل لحيته ولا يكون متفقهاً في دينه، ولا حافظاً ولا مجوداً؛ إذ إطالة اللحية دون الحفظ والإتقان ليس من الالتزام في شيء؛ إذ إطالة اللحية مظهر من مظاهر التدين والالتزام، ولا يتم الاقتصار عليها دون التفقه في الدين، فضلاً عن إتقانه القراءة بالتجويد، وهو التحسين قراءة القرآن بأحكامها!

قال الإمام النووي:

وقال مالك والشافعي وأصحابهما: الأفقه مقدَّم على الأقرأ؛ لأن الذي يحتاج إليه من القراءة مضبوط، والذي يحتاج إليه من الفقه غير مضبوط، وقد يعرض في الصلاة أمر لا يقدر على مراعاة الصواب فيه إلا كامل الفقه. قالوا: ولهذا قدم النبي صلى الله عليه وسلم أبا بكر - رضي الله عنه - في الصلاة على الباقين، مع أنه نص صلى الله عليه وسلم على أن غيره أقرأ منه. وأجابوا عن الحديث بأن الأقرأ من الصحابة كان هو الأفقه، لكن في قوله: "فإن كانوا في القراءة سواء، فأعلمهم بالسنّة" دليل على تقديم الأقرأ مطلقاً.. شرح مسلم (5/ 177).

وقالت اللجنة الدائمة للإفتاء: "فإذا علم ذلك، فلا تصح إمامة الجاهل إلا بمن هو مثله، مع عدم وجود من يصلح للإمامة " فتاوى إسلامية (1/ 264).

وختاماً.. نتمنى مراعاة ذلك من أئمة المساجد، بألا يتم تقديم من لا يحسن القراءة حتى لو كان ملتحياً؛ إذ اللحية ليست جواز المرور للتقدم على الناس في مقام عال وسام كإمامة الناس!! وعلى من يعرف نفسه أنه لا يحسن القراءة، وقد يلحن لحناً جلياً، وليس بحافظ متقن ومجود، ألا يتقدم للإمامة بالناس؛ حتى لا يلحقه الإثم، وإذا تقدم فيسأل عن كيفية قراءته، وضبطها بالتجويد، وإلا فعدم تقدمه أولى. والله الموفق لكل خير سبحانه.



http://sabq.org/Bi1aCd







التوقيع

رد مع اقتباس