شكراً لله الذي شرفنا بطاعته، وجعلنا من عباده المكرَّمين، وأسبغ علينا فواضل نعمه وسوابغ كرمه، ورزقنا، وكفانا، وآوانا، وأرشدنا، وهدانا إلى الطريق المستقيم، وأمهلنا إلى الأجل المحدود بعد أن منّ علينا بالإسلام والإيمان وصلاح الحال.
شكراً يا عظيم العفو، يا حسن التجاوز، يا واسع المغفرة، يا باسط اليدين بالرحمة، يا سامع كلّ نجوى، يا منتهى كل شكوى، يا كريم الصفح.. يا عظيم المنّ، يا مقيل العثرات، يا مبتدئاً بالنعم قبل استحقاقها، اغفر لنا، وارضَ عنَّا، وتب علينا، ولا تحرمنا لذة النظر لوجهك الكريم.
شكراً لنبينا وحبيبنا محمد - صلى الله عليه وسلم - خير البرية وهادي البشرية، ومنير درب الإنسانية، الشافع المشفع في المحشر، عبدالله ورسوله وصفيه وخليله وخيرته من خلقه، صاحب الحوض المورود، واللواء المعقود، والمقام المحمود، وصاحب الغرّة والتحجيل، المذكور في التوراة والإنجيل، المؤيّد بجبريل، خير الخلق في طفولته، وأطهر المطهرين في شبيبته، وأنجب البشرية في كهولته، وأزهد الناس في حياته، وأعدل القضاة في قضائه، وأشجع قائد في جهاده، مَنْ اختصه الله بكل خُلق نبيل، وطهره من كل دنس، وحفظه من كل زلل، وأدَّبه فأحسن تأديبه، وجعله على خُلق عظيم؛ فلا يدانيه أحد في كماله وعظمته وصدقه وأمانته وزهده وعفته، صلوات ربي وسلامه عليه ما تتابع الليل والنهار، وسلَّم تسليماً كثيراً؛ فقد أدى الأمانة، ونصح الأمة، وتركهم على المحجة البيضاء، والراية الخضراء، التي لا يزيغ عنها إلا هالك.
شكراً لآبائنا وأمهاتنا؛ فقد ربَّونا وأدَّبونا، وساروا معنا في كل درب وطريق وكل محنة حتى خطونا أولى خطواتنا في هذه الحياة، فبفضل الله ثم بفضل توجيهاتهم تزهو حياتنا، وتعلو خطواتنا في سلم النجاح؛ فهما الحضن الدافئ، ونهر الحب الصافي، والعين الساهرة، والعطاء المتواصل بلا مقابل ولا انقطاع. رزقنا الله برهم والإحسان إليهم حيّهم وميّتهم على الدوام.
شكراً لكل من علَّمني حرفاً، ووجهني كيف أخطّ وأكتب، وأعي وأفهم، وشجعني على المسير في دروب العلم؛ ففتح الله به قلبي، وفتق به فكري، وكان لي كالمنارة التي يهتدي بها السائر، والشمعة المنيرة في دُجى الحائر، جعل ربى كل حرف تعلمته على أيديهم في ميزان حسناتهم، آمين.
شكراً أصدقائي على ما أوليتموني من حب واحترام وصدق واهتمام وود وألفة، شكراً لكل صديق وقف معي وقت الشدة، ولم يتخلّ عني عند البليّة، وكان مستشاراً أميناً وناصحاً معيناً عند تكالب الهموم واختلاط الأمور، أشكره لأنه يسعفني برأيه، ويصحح لي المفهوم، ويدفع عني الموْهوم.
شكراً لمن أحسن إلينا، أو صنع إلينا معروفاً، أو ذكَّرنا بخير في مجلس فنسينا مكافأته أو عجزنا عنها؛ فالتمس لنا العذر وأحسن بنا الظن؛ فكان مبتغاه وجه الله والدّار الآخرة؛ فنال الجزاء من الله حيث لم نستطع جزاءه.
شكراً لمن نصحنا فلم يحسدنا، ولم يكره لنا الخير وأهدانا خبرته في الحياة، وقلص علينا المسافة وعناء التجربة، وشجعنا لتحقيق الكثير، وأنار دربنا بالحكمة التي يحتاج إليها المؤمن لتحقيق كل مفيد في حياته ومعاده.
شكراً لمن انتقدنا فلربما أراد بنا خيراً؛ لأنه نبهنا إلى أننا أناس نخطئ ونصيب؛ فيدقُّ لنا جرس الإنذار عند دنوّ الحذر ووقوع الخطأ لنفيق ونصحح المسار نحو الاتجاه الصحيح.
شكراً لمن تحمَّل أي إساءة صدرت منا، أو أي هفوة ندّت عنّا، أو صفح عن زلة بدرت من قِبلنا، أو كظم غيظاً علينا.
وفي الختام شكراً لكل مؤمن ومؤمنة عرف حق الله عليه وأدى الأمانة، ونصح للأمة، وأصلح في مجتمعه، وقدَّم خيراً لدينه ووطنه.
http://sabq.org/XX0aCd