على قناة "الوطن"، وعبر برنامج"الغرق"، استضافت المذيعة "كارثة" ضيوفاً عدة في حلقتها الاستثنائية يوم الأحد الماضي.
"تبوك"،"المال"، "الفساد"، "الكرسي"، "العقاب" و"المطر" كانوا ضيوف البرنامج.
في بداية الحلقة علت وتداخلت الأصوات، واشتد النقاش، وارتفعت حرارة الاستديو إلى 50 درجة مئوية.
"الفساد" و"الكرسي" حمَّلا المسؤولية على "المطر" بأنه هو السبب الرئيسي في المشاكل والمصائب التي تعانيها تبوك، وقبلها جدة والرياض! وأضاف "الكرسي" بأن ندرة وشح وقلة المال أيضاً سبب رئيسي في عدم وجود بنية تحتية قادرة على الصمود والتصريف أثناء وجود الأمطار!. "المال" ينفي ويشجب كلام "الكرسي"، ويعريه من الصحة والموضوعية، ويؤكد أنه متوافر وموجود بكثرة، وأن حضوره وتدفقه طاغٍ محلياً وإقليمياً، وامتد إلى جميع العالم لمساعدة وإغاثة المتضررين والمنكوبين في جميع دول الأرض، وأن الميزانية الحالية تكذب كلام "الكرسي" وتعريه تماماً. "تبوك" استمرت طوال البرنامج وهي تصرخ وتعيد: هذه مؤامرة بين "الكرسي" و"الفساد" دون أي تحرك يُذكر من "العقاب"!! "المطر" كان هو الوحيد بين الضيوف الذي حافظ على هدوئه ورصانته واتزانه، وقال في مداخلته المقتضبة: أنا هنا لكشف كذب وخداع وسرقات "الكرسي" المتكررة في جدة والرياض وتبوك، والقادم مخيف وخطير!
وأضاف "المطر" أيضاً "أنا هنا من أجل أن أعطي درساً للصحافة والإعلام بأن نقدها سطحي وهزيل، ولا تسبر أغوار القضايا"! ثم حدق بـ"الكرسي" وقال: مهما كانت قوتك وجبروتك في إخفاء الحقيقة وطمسها، أو تمترسك بالآخرين ككبش فداء، فـقطرات ماء قليلة تكشف حقيقتك وأمانتك ووطنيتك.
المذيعة "كارثة" توقفت مع فاصل دعائي في الجزء الأخير من البرنامج، وهنا كشف "الكرسي" عن وجهه الآخر.
في فترة الفاصل قال "الكرسي" بنبرة حادة، وعيون غاضبة، وصراحة وقحة: "أنا أوزع الخلل على الآخرين؛ من أجل أن أشوش على الجماهير؛ لكي لا يحددوا أين مكمن الخلل الرئيسي.
والحقيقة التي أعلمها وتعلمونها جيداً أنني ـ أي الكرسي ـ أنا الذي أقدر قيمة المشاريع بـ6 مليارات وما فوق، وأنا الذي أوجّه التنفيذيين بالعمل على تحويل 90% من قيمة المشروع على حسابي البنكي الشخصي، وأنا أستحق هذا شرعاً ولدي فتوى! والـ 10% المتبقية تتوزع بين (الفساد) و(العقاب) و(تبوك)، ويا ويل اللي يتكلم"!؟. وأضاف "الكرسي"، وكلامه موجّه إلى "الكارثة": حتى لو استمررت في الزيارة مرة تلو المرة، سواء هنا في تبوك أو في أي منطقة أخرى، ستجدين الحالة نفسها والتوزيع نفسه والمحاصصة نفسها!؟
عاد البث من جديد، وتغيرت لغة وطريقة "الكرسي"، وبدأ يتحدث بأدب ودبلوماسية عن ضرورة قيام "العقاب" بمسؤولياته الأخلاقية والوطنية، وتطبيق أنظمته ولوائحه على "كائن من كان". بينما "العقاب" استخدم كلمة "سوف" متحدثاً عن المستقبل البعيد في تطبيق العقوبات على الفاسدين!
"المال" تحدث مرة أخرى، وقال: "المطر" يأتي إلى دبي والدوحة وغيرها من دول الجوار، التي تعتمد ميزانيات أقل بكثير من نصف الميزانية المعتمدة لدينا للتنمية ولمشاريع البنية التحتية، ومع ذلك لم تسجل تلك الدول أي مشكلة.. السبب يعرفه "الكرسي" جيداً؟!
المذيعة "كارثة" فتحت الاتصالات للجماهير، وتوالت الاتصالات من حائل وعرعر وجازان ونجران وأبها ورفحاء والباحة والجوف، ومشاكل وهموم الجميع واحدة، ومشاريع البنية التحتية نسخة مكررة من تبوك، 90% لـ "الكرسي" والعشرة المتبقية محاصصة بين "الفساد" و"العقاب" و"المنطقة".
بعد نهاية البرنامج وقف "الكرسي" وركل "تبوك" بقدمه، وقال: لماذا كل هذا الصراخ والعويل؟! واتجه إلى "العقاب" وقال: أنت صديقي الذي أسعد به، فضوؤك الأخضر جعلني أعمل وأنا مرتاح وسعيد وغير مبال بصراخ وفضاء الآخرين. وأثناء خروج "الكرسي" قام بنظرة خاطفة إلى "المال" وقال: سأطوع كل الظروف والإمكانيات إلى أن آتي بك إلى حسابي البنكي!
انتهى البرنامج، وانفض السامر، وقالت الجماهير بصوت واحد: سهام الليل لا تخطئ، ولكن.. لها أمد، وللأمد انقضاء.
http://sabq.org/ld1aCd