صحتك وسلامتك في الشتاء

تتغير عدد من عاداتنا وسلوكياتنا أثناء موسم الشتاء بدءاً من نوعية الأكل مروراً بالملبس، وانتهاء بالتنزه، وهو ما ينعكس سلباً أو إيجاباً على صحتنا، عوضاً عن خصوصية الشتاء ببعض الأمراض المعدية.

فمن الجوانب المهمة للحفاظ على الصحة في الشتاء السعي لتجنب الإصابة بالإنفلونزا؛ حيث يُعد أخذ لقاح الإنفلونزا الموسمية الخيار الأهم للوقاية، وخصوصاً للمصابين بالأمراض المزمنة وكبار السن والحوامل. وتشمل جوانب الوقاية من الإنفلونزا ونزلات البرد الحد من المخالطة المباشرة للمصابين بها ما أمكن ذلك، وغسل اليدين جيداً وبانتظام بالماء والصابون أو بأي من المطهرات المخصصة لذلك، وتجنب لمس الفم والأنف والعين باليد قدر الإمكان لمنع نقل العدوى.

كما تكثر في الشتاء الإصابة بفيروسي النوروفيرس والروتافيرس، وهما من الفيروسات المعدية بشكل كبير، وخصوصاً في مواقع التجمعات كالمدارس، ويسببان التهاباً في المعدة أو الأمعاء، ويؤديان لآلام في البطن والإسهال والتقيؤ. وعند الإصابة بتلك الأعراض لا بد من شرب الكثير من السوائل لمنع جفاف الجسم، وعليك باستشارة الطبيب في حال اشتداد القيء والإسهال أو استمرارهما لفترة طويلة. والوقاية منهما تشبه الوقاية من الإنفلونزا، إضافة إلى غسل الخضار والفواكه جيداً.

ولا ننسى أن فصل الشتاء موسم لبعض الأكلات الشعبية، وفي مقدمتها الحنيني والمرقوق والقرصان، ويمكن اعتبارها أغذية صحية في حال الحد من استخدام السكر وكذلك السمن والزبدة، واستبدال الزيوت النباتية بها، فضلاً عن إزالة الشحم من اللحوم المستخدَمَة في بعض تلك الأكلات، وإضافة المزيد من الخضار إليها. وعلينا أيضاً أن نعزز من العادات الصحية في الشتاء، منها شرب الحليب الساخن والزنجبيل، ولعلنا نحرص على إكساب مثل هذه العادات الشتوية الصحية لأبنائنا.

كما تكثر حالات النوبات القلبية في الشتاء مقارنة بغيره من الفصول، وقد يعود السبب لكون البرد يساعد على ارتفاع ضغط الدم؛ وبالتالي يحدث مزيد من الضغط على القلب، كما أن محاولة الجسم تدفئة أعضائه تشكِّل عبأ على القلب؛ لهذا يُنصح بتدفئة الجسم ولبس الملابس الشتوية، والحفاظ على درجة حرارة مناسبة للغرفة.

وعلى المصابين بالربو أن يكونوا أكثر حذراً من غيرهم في هذا الفصل؛ فالجو البارد يحفز حدوث نوبات الربو؛ لهذا عليهم الاهتمام بأخذ الدواء في أوقاته المحددة، مع استخدام الأدوية الوقائية عند الضرورة، كما يفضل تغطية الفم والأنف عند الخروج في الأجواء الباردة جداً.

أما عند شراء المدفأة فاحرص على النوعية التي تحمل مفتاح أمان أو نظام أمان؛ "حيث تنطفئ المدفأة عندما تميل أو تسقط على الأرض"، وانتقِ المدفأة ذات الفتحات الصغيرة للشبك الخارجي لمنع الأطفال من إدخال أيديهم وملامسة الشمعة المتوهجة. كما أن المدفأة الكهربائية التي تعمل بالزيت أقل خطورة من الأنواع ذات السلك أو الشمعة المتوهجة. وغني عن القول ضرورة تجنب شراء الصناعات الرديئة من المدافئ التي تمتلئ بها سوقنا السعودية، أو التي لا تمتلك شهادة ضمان من الشركة المصنعة.

ومن شروط السلامة ألا تتجاوز قوة الجهد 2000 واط للمدافئ التي تعمل على خط 220 فولت، أما التي تعمل على خط 120 فولت فيجب ألا يتجاوز جهدها أكثر من 1500 واط. ومن أهم احتياطات السلامة عند استخدام المدفأة الكهربائية إبعادها عن قِطع الأثاث والستائر أو المواد القابلة للاشتعال، وإبعاد السلك الكهربائي عن الأجزاء الحارة في المدفأة، وعدم وضع أي شيء فوقها. أضف إلى ذلك عدم استخدام التوصيلات الكهربائية معها؛ فهي غير مصممة لذلك، وتوصيلها مباشرة في المقبس الجداري، مع عدم توصيلها مع أي أجهزة أخرى من المقبس نفسه. ومن المهم أيضاً إطفاء المدفأة الكهربائية "نظام السلك أو الشمعة المشتعلة" قبل النوم، ومنع الأطفال من العبث بها. ومن البديهي قراءة التعليمات المرفقة مع الأجهزة بعناية.

وتشمل إجراءات السلامة في الشتاء فحص السخانات والتأكد من عملها بشكل سليم.

أما استخدام الحطب "فاكهة الشتاء" فهو عادة لا تكاد تحيدُ عنها عائلة سعودية في الشتاء، والمؤسف أننا نسمع خلال هذه الفترة من كل سنة عن وفيات واختناقات وحرائق نتيجة الاستخدام الخاطئ له. والنصيحة الذهبية في ذلك هي عدم استخدام الحطب أو الفحم في الأماكن المغلقة، وتجنب إعطاء الأطفال فرصة للعبث به.

ويكثر خلال فصل الشتاء ركوب الدراجات بأنواعها، كالدبابات الصحراوية رباعية الكفرات، وتكمن مشكلتها في عشوائية استخدامها، وعدم وجود رقابة عليها، عوضاً عن عدم اتخاذ إجراءات السلامة عند استخدامها؛ ما قد يؤدي لحوادث وإصابات مميتة أو إعاقات دائمة.

وأنصح بشدة باتخاذ إجراءات السلامة كاملة عند استخدام تلك الدراجات للأطفال والبالغين، التي من أهمها لبس الخوذة الواقية للرأس، وغطاء الحماية الواقي للركبتين والكوعين. وتتوافر أدوات السلامة تلك في بعض معارض الألعاب والأسواق المركزية. كما يجب على الوالدين مراقبة أبنائهم عن كثب وتوجيههم التوجيه الصحيح في استخدامها وعدم التساهل في ذلك، واختيار النوعية والحجم المناسبين وفق العمر، وكذلك اختيار المكان المناسب لممارسة تلك الهواية. ومن المهم التشديد على منع استخدامها من قِبل صغار السن من الأطفال. والحذر الحذر من استئجار النوعيات المتهالكة والرديئة منها المتوافرة بشكل كبير في مواقع استئجارها.

إن إهمال إجراءات السلامة تلك – على بساطتها وسهولتها - قد يكلفكم إعاقة دائمة لفلذات أكبادكم أو فقداناً لأحدهم. وأعتقد أن هناك من يقرأ الآن هذا المقال والألم يعتصر قلبه على أحد أحبابه بعد تفريطه في التقيد بتلك الإرشادات.

وبطبيعة الحال، فإن تناول خمس حصص من الخضار والفواكه يومياً، وممارسة النشاط البدني المنتظم، يُعدَّان أمراً ضرورياً في كل فصول السنة، إضافة إلى أن لذلك مزية في الأجواء الباردة؛ كونه يعزِّز من مناعة الجسم ووقايته من العدوى. ولا ننسَ إشراك أبنائنا في تلك الممارسات الصحية وتعويدهم عليها.

دمتم بصحة ومعافاة في كل فصول السنة.



http://sabq.org/xa1aCd