من أبسط مقومات العيش الكريم امتلاك الإنسان منزلاً يؤويه وعائلته؛ يقيه نار الصيف وزمهرير الشتاء، ويكون ستراً يستره.
وعندما لا يمتلك هذا المنزل فإن أوضاعه المعيشية تُعتبر في غاية الصعوبة، وقمة التشتت والضياع؛ فلا سكن ولا هدوء ولا استقرار في حياته، بل تعتبر كارثة في هذا العصر. والكارثة العظمى عندما يكون هذا الذي يسمى تجاوزاً منزلاً هو سبب مأساته، ومصدر معاناته، ولا غرابة في ذلك ما دام هذا المنزل من خشب وصفيح؛ فهو – بلا شك - يمثل قمة المعاناة، ورأس المأساة.. وتتضاعف هذه المأساة عشرات المرات بل مئات المرات عندما نتخيل كم السنين التي سكن فيها هذا المواطن بيوت الخشب والصفيح، التي أصبحت تسمى فيما بعد "العشيش". وتصيبنا الدهشة وتتملكنا الحيرة عندما نعلم أن هذا المواطن يسكن هذه المنازل لأكثر من ثلاثين عاماً؛ فمن قبل عام "????"هـ وهؤلاء المواطنون يسكنون "العشيش" ونحن اليوم في عام ????هـ "????م".
في ظل هذه الطفرة المالية الهائلة لا يزال مواطن سعودي يسكن في "عشيش"..!!!
هل يعقل هذا؟!!
وهل يمكن أن يتصوره أحد، ناهيك عن تصديقه؟!
هل فكّر المسؤول كيف يعيش أب وأسرته التي فاق تعدادها عشرة أشخاص في مثل هذه البيوت؟!!
هل يمكنك أن تصدق أن هذا المواطن يسكن في العشيش منذ أكثر من ثلاثين عاماً؟!!
هل تخيلت حجم المعاناة التي تغلف حياتهم يومياً؟!!
هل يمكن أن نصدق أن "حياً" يمتد عمره الزمني لأكثر من ثلاثين عاماً إلى الآن، يفتقر لأبسط مقومات الحياة؛ فلا كهرباء إلا لبضع ساعات، ولا مركز صحياً يمكن أن نسميه مركزاً صحياً، ولا مدارس يمكن أن نسميها مدارس، ولا شوارع، ولا...، ولا...؟!!!
مَنْ المسؤول عن هذه المأساة؟!!
وهل ستطول فصول هذه المأساة؟!!
أليست ثلاثون عاماً من المعاناة كافية؟!!!
هل يعقل أن يسكن أناس في "عشيش" في القرن الحادي والعشرين؟!!
وأين؟!!
في المملكة العربية السعودية؟!!
التي عم خيرها كل أنحاء المعمورة..!!!!!
http://sabq.org/7f1aCd