وَضْع "الخطوط السعودية"، الناقل الجوي الوطني، بعد الترخيص لناقلَيْن خليجيَّيْن "القطرية وطيران الخليج" لدخول سوق الطيران الداخلي، بالتأكيد ليس بالجيد، بل ربما مقلق؛ بسبب وجود منافسة من آخرين للاستحواذ على نسبة من ركاب الداخل، يُفترض فيها أن تكون عادلة، وتُحقِّق أقصى قَدْر من الكفاءة، وجودة نوعية الخدمة للمسافر المواطن والمقيم..
ناقلنا الوطني، الذي تجاوز عمره سبعة عقود، عايش مسارات إدارية وتشغيلية واستراتيجية غير مجدية، جعلت من خدماته أمراً محبطاً ومتعباً للجميع، بل همًّا - إن جاز القول - للمواطن والمقيم، من سوء خدمات وتعامل في الأرض وفي السماء.. حتى عندما جاءت "الخصخصة" فشلت في أن تنتشل الناقل من عِلله وأزماته؛ ليخرج علينا مدير السعودية باستحالة خصخصة السعودية، وبعدها بفترة فوجئنا بخصخصة التموين - ولله الحمد والمنة – بوصفها أعظم إنجاز يتحقق حتى تاريخه..
حقيقة وَضْع "السعودية" بلا شك لا يحتاج لشرح، خاصة فيما يتعلق بقناعة الجمهور هنا عنها، خاصة أن مسلسل إخفاقاتها لا يكاد يتوقف، في الحجوزات وفي الانضباط في مواعيد الرحلات وفي الخدمات الخاصة الأرضية أو على الطائرة، ناهيك عن مسائل التغذية والتعامل الشخصي..
السؤال الذي يراود ركاب الداخل، بوصفه أولوية، يتمثل في: الأسعار مع سوق مفتوح للجميع هل ستكون في متناول الشريحة الأعرض من الجمهور من مواطنين ومقيمين..؟!! وما مدى تلبية الناقل لتوقعات واحتياجات المسافرين من حيث عدد الرحلات والانضباط في المواعيد، وبالأخص تجاه المناطق الصغيرة والواقعة خارج مثلث "الرياض –جدة-الدمام"..؟! وكذلك هل سيكون السوق عادلاً ومنضبطاً ومحققاً لشروط المنافسة الحقيقية لكل ناقل؟ وهل ستقف الحكومة على مسافة واحدة من كل ما في السوق، بما فيها "السعودية"؟! هذا مبدأ لا جدال فيه؛ لأنه مكفول أصلاً باتفاقية التجارة العالمية لدخول الأسواق، ونتمنى أن لا يحدث ما يجعل من سوقنا طارداً للتوسع والخيارات المتعددة التي تسمح للمستهلك، سواء مواطناً أو مقيماً، بالاختيار والوصول بحرية للخدمة التي يبحث عنها، وبالسعر الذي في متناوله.. المنافسة بطبيعتها إذا أخذت مسارها بقواها الطبيعية ربما كانت هي الفرصة الوحيدة المواتية للناقل الوطني ليرتقي بخدماته، ويلبي احتياجات الجمهور بشكل مُرْضٍ إن استشعرت إدارته بقيادته بشكل احترافي وبأسلوب تجاري.. ولله الأمر من قبل ومن بعد.
http://sabq.org/tb1aCd