وقالت صحيفة "الاقتصادية " في افتتاحيتها اليوم التي كانت بعنوان ( تحالف السلم والمصالح ) : لم تخرج العلاقات بين السعودية والولايات المتحدة في تاريخها الطويل الذي يمتد إلى...
وقالت صحيفة "الاقتصادية " في افتتاحيتها اليوم التي كانت بعنوان ( تحالف السلم والمصالح ) : لم تخرج العلاقات بين السعودية والولايات المتحدة في تاريخها الطويل الذي يمتد إلى نحو 75 عاما عن طبيعتها الاستراتيجية، فقد قامت على هذا الأساس واستمرت في هذا المسار، وشهدت تطورا كبيرا في مختلف المجالات، وفي كل الحالات والمتغيرات، بما في ذلك التبدل الدوري للرؤساء الأمريكيين، وتناوب الحزبين الرئيسين على إدارة شؤون البلاد. إنها علاقات منيعة ومتينة أمام أي اعتبارات لا تتواءم مع طبيعتها وقوتها وتاريخها أيضا. والخطاب الرسمي الأمريكي العام بهذا الخصوص، هو نفسه الخطاب الرسمي السعودي، الذي ينطلق من أهمية كلتا الدولتين في الميدانين الثنائي والدولي. فالولايات المتحدة، الدولة الكبرى المؤثرة في الساحة العالمية، تتخذ من المملكة شريكا محوريا مستندة إلى دورها المؤثر في هذه الساحة، ولا سيما في ظل تماهي مواقف الطرفين حيال أغلبية القضايا الدولية المطروحة والمتجددة. العلاقات السعودية - الأمريكية ظلت راسخة، وهذا الرسوخ يسند في الواقع المصالح المتبادلة بين الطرفين. وبينت : من هنا، لم تتأثر أبدا في ظل تعاقب الرؤساء على قيادة الولايات المتحدة، على الرغم من التقلبات السياسية على مدى عقود، فضلا عن اختلافات العادات والتقاليد. وهذا أمر طبيعي في العلاقات الدولية، خصوصا بين طرفين شريكين استراتيجيين خاضا معا تجارب جمة على مختلف الأصعدة، بما في ذلك حروب جمعتهما من أجل السلام والأمن الدوليين، ومعارك مشتركة ضد مخططات تخريبية تستهدف الإنسانية، في مقدمتها تلك التي تستهدف الإرهاب، وتحمي البشرية من أخطاره وأضراره ومآسيه. فالشركاء الاستراتيجيون من أجل مصلحة المجتمع الدولي، يعملون دائما على ترسيخ هذه الاستراتيجية وتطويرها وجعلها قاعدة لتحقيق الأهداف التي يستحقها هذا العالم، وعلى رأسها الأمن والسلم والاستقرار والازدهار والنمو ورفع الظلم والوقوف في وجه المخربين، ولا سيما أولئك الذين تمولهم وتحتضنهم دول مارقة. وواصلت: الشراكة السعودية - الأمريكية تحكمها أيضا وبصورة أساسية المصالح المتبادلة في كل المجالات، الاقتصادية والاستثمارية، فضلا عن التعاون العسكري والأمني، ولذلك فهي محورية على الساحة الدولية، وهي إضافة أخرى ضرورية للمجتمع الدولي كافة. وهذه الشراكة ليست ثنائية فحسب، بل عالمية أيضا، عبر اشتراك كلتا الدولتين في مؤسسات عالمية تتخذ زمام المبادرة الدولية، بما في ذلك "مجموعة العشرين"، التي أثبتت في الأعوام الماضية مدى فاعليتها في كل الميادين الدولية المصيرية. واستطردت : ولأن الأمر كذلك، فالعلاقات بين الرياض وواشنطن تستند فيما تستند إلى المصالح المشتركة ذات البعد الاستراتيجي، وهذا التوصيف يحميها من أي متغيرات أو تبدلات، بل يرفدها بمزيد من الأدوات المطورة والضامنة لها. إنها علاقات تعمقت بصورة متواصلة منذ أكثر من ثمانية عقود، شهد خلالها العالم أحداثا غيرت مجرى التاريخ بالفعل، ورسمت آفاق المستقبل العالمي، بكل تحولاته ومفاجآته. مع فوز المرشح جو بايدن برئاسة الولايات المتحدة، ستمضي المملكة في علاقاتها الاستراتيجية هذه إلى الأمام، فالرياض وواشنطن أكدتا في كل المناسبات على تعزيز الشراكة لمصلحة الطرفين والمنطقة وتعميقها، فضلا عن المحافظة على علاقاتهما المؤسساتية، وتطوير التعاون الأمني والاقتصادي وكل ما يرتبط بمزيد من ترسيخ هذه الشراكة التاريخية. // يتبع //06:01ت م 0007http://www.spa.gov.sa/details.php?id=2155280