عرض مشاركة واحدة
   
غير مقروء 01-20-2013, 12:40 AM رقم المشاركة : 1
معلومات العضو
مدير عام

الصورة الرمزية بتال بن جزاء

إحصائية العضو






بتال بن جزاء is on a distinguished road

 

بتال بن جزاء غير متواجد حالياً

 


المحادثة: 0
المنتدى : تغذية من المواقع
افتراضي لماذا تدخل المرأة مجلس الشورى؟

جاء القرار الملكي بتعيين ثلاثين امرأة عضوات بمجلس الشورى في خطوة رائعة موفَّقة؛ لتضيف للمرأة مكانها اللائق وموقعها المناسب.

ولكن هل نحن بحاجة إلى وجود المرأة في مجلس الشورى أم أن الرجال يُغْنُون عن وجودها؟

في حقيقة الأمر أننا كنا ننظر إلى تشريعاتنا وأنظمتنا بعين واحدة، وكأن المجتمع السعودي مجتمع ذكوري، لا وجود للمرأة فيه، أو أن المرأة تتبع الرجل في شؤونه كافة، وما يرتضيه الرجال على النساء قبوله والتكيُّف معه.

أما الآن فإننا ننظر إلى حاجات المجتمع، ونبني أنظمته، ونتابع منجزاته، ونستشرف مستقبله بعينَيْن مبصرتَيْن، بدلاً من عين واحدة؛ فالمرأة لا تُعدّ عدداً مجهولاً أو كائناً مغموراً، بل هي محور التنمية وعمادها مع الرجل، ولها حاجاتها المشروعة، وعليها واجباتها المفروضة.

ثم إن الإسلام الذي نظّم علاقات البشر قد مكّن المرأة، وحفظ قدرها، واحترم عقلها وإرادتها، فجاءت الآيات القرآنية تؤكد هذا الحق وتؤصله في كثير من آيات الذكر الحكيم، كقوله تعالى (من عمل صالحاً من ذكر أو أنثى وهو مؤمن فلنحيينه حياة طيبة ولنجزينهم أجرهم بأحسن ما كانوا يعملون)، وقوله تعالى (فاستجاب لهم ربهم أني لا أضيع عمل عامل منكم من ذكر أو أنثى، بعضكم من بعض..).

وعجيب ما نسمعه من بعض الناس الذين لم يستسيغوا وجود المرأة بمجلس الشورى، وكأنهم لم يسمعوا بالشفاء بنت عبدالله بن عدي المخزومية، التي تولت الحسبة في سوق المدينة في عهد الفاروق عمر بن الخطاب - رضي الله عنه - وجعلها تفصل في المنازعات التجارية، فهل هؤلاء أكثر غيرة على محارم الله من عمر؟ وأين هم من تلك التي اعترضت على عمر - رضي الله عنه - في تحديده للمهور، فألغت قراراً، كان يرغب عمر في فعله؟ وقبلها كانت خديجة بنت خويلد سنداً لرسول الله - صلى الله عليه وسلم - في بعثته، فهوَّنت عليه فزعه من الوحي، وهدأت من روعه، وأزالت مخاوفه، ونصرته حتى وفاتها - رضي الله عنها -.
ولو لم يكن للنساء دور لا يقل عن دور الرجال ما أخذ الرسول - صلى الله عليه وسلم - منهن البيعة في فتح مكة، وقبل ذلك في بيعة الرضوان؛ حيث كان من ضمن أهل الشجرة امرأتان حضرتا بيعة العقبة، هما الرباب بنت عبد الله بن حبيب بن زيد وأختها "أم منيع".
ومن منا لا يعرف المرأة الصالحة المجاهدة نسيبة بنت كعب بن عمر بن عوف المعروفة بأم عمارة، التي غزت مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وجاهدت بعده في حروب الردة، وكان الخليفة أبو بكر - رضي الله عنه - يزورها بعد عودتها من معركة اليمامة، وقد بُترت يدها، للاطمئنان عليها، وكذلك فعل القائد خالد بن الوليد.

هذه نماذج من مئات النماذج للمرأة المسلمة التي شاركت أخاها الرجل في البناء والإنماء والمسؤولية داخل البيت، وفي المدينة، وخارجها.

ومن لا يرى أن المرأة أهل للثقة في بناء المجتمع والمشاركة في اتخاذ القرارات فكيف يضع بناته بين يديها، وهي معلمة تغذي الأجيال بالمفاهيم والمبادئ التي هي عماد مستقبلهم، وركيزة أخلاقهم؟ وكيف يضع زوجته بين يديها وهي طبيبة تصف لها العلاج، وتداوي جراحها، وتطلع على ما لا يطلع عليه غيرها؟..
إن المرأة في مجلس الشورى، مثل المعلمة والمربية والطبيبة والإدارية.. تقوم بدورها تجاه هذا البلد المعطاء، كلٌّ بقدر مسؤوليته وعطائه.

وللذين يخافون منها أو عليها نقول:
إن التوجيهات السامية التي جاءت بالمرأة إلى مجلس الشورى هي ذاتها التي طلبت منها الالتزام بالحشمة والتعاليم الإسلامية والتقاليد الحميدة. علماً بأنه لم يتم اختيارهن جزافاً، بل كان على دراية مسبقة وتقصٍّ مستفيض.
وفَّق الله الجميع إلى صالح القول والعمل.



http://sabq.org/xc1aCd







التوقيع

سبحان الله والحمد لله والله أكبر

رد مع اقتباس