ختاما.. وتحت عنوان ( العرب بين قارتين متطورتين! ), كتبت صحيفة "الرياض" تقول : ندرك أن انتقال الصناعة والتجارة والبحث العلمي وتوطينها خارج منابعها، من الأمور الصعبة...
ختاما.. وتحت عنوان ( العرب بين قارتين متطورتين! ), كتبت صحيفة "الرياض" تقول :
ندرك أن انتقال الصناعة والتجارة والبحث العلمي وتوطينها خارج منابعها، من الأمور الصعبة حيث تدخل في دائرة الاحتكار، وحتى العولمة التي قيل إنها تتجاوز الأعراق والمسافات والدول لم تذهب إلا للمَواطن التي لديها قواعد كبيرة للتنمية من قوى مدربة وأسواق وحرية اقتصادية..
وعلقت: الغريب في الوطن العربي أن المغرب مجاور لأوروبا وهناك صلات شبه ثقافية باتقان اللغة الفرنسية والايطالية والأسبانية، ومع ذلك لا نجد المؤثر الحضاري الكامل الذي يحاكي الغرب بحيث يتم نقل التقنية وتوطينها في هذه الدول، رغم وفرة السكان وقيمة الموقع والجوار وصلتها التاريخية بأفريقيا كلها.
وزادت: المشرق نفس الشيء، فهو مجاور لآسيا الصاعدة بقوة إلى آفاق التفوق حتى على الغرب بما تملك من طاقات وعقول واستطاعت أن تجعل تلك الدول من لغتها مركز البحث العلمي والتقني مستفيدة من المنجز الحضاري والاقتصادي في أوروبا وأمريكا، والمشرق العربي رغم قربه واتصاله بالقارة الكبرى، مجرد مستهلك، إلا في بعض المشاركات في الصناعات البتروكيماوية في المملكة وبعض دول الخليج، وهذه الثغرة الكبيرة، هي نتاج أنظمة تعليمية واقتصادية وسياسية لا تزال بلا تجديد حتى ان الاعتماد على الدخل الواحد سواء كان ريعياً مثل النفط أو الزراعة والمراكز التجارية كسوق تعبر منها المنتجات العالمية، وبعض حركة المال، فهي لا تعد ركائز أساسية في الصناعات الثقيلة، ونشر ثقافة توطين هذه النشاطات التي تؤسس لاقتصاد قومي دائم..
وأوضحت: لقد مر المغرب والمشرق العربيان بالعديد من التجارب الوحدوية والاشتراكية ونظم الاقتصاد الموجه، وتحولت بعض الدول التي نشأت فيها مطلع القرن الماضي بعض الصناعات والجامعات وإنشاء البنوك إلى دول أُمم فيها كل شيء لتتحول إلى احتكار الدولة العسكرية ولا تزال بعض أنظمتها سارية المفعول، بينما دول أخرى أخذت بالاقتصاد الحر، لكنها لم توجه طاقاتها البشرية ومداخيلها لبناء كلي يقوم على إنشاء تعليم متطور، واقتصاد لا تحتكره الدولة فقط، ونفس الأمر في المغرب العربي، إذ اتجهت الجزائر إلى النظام اليوغوسلافي القديم بنظرية «التسيير الذاتي» والغالب عليها نظام اشتراكي معتدل، لكنه غير مرن، وكذلك ليبيا التي أصبحت ملكاً مشاعاً للرئيس القذافي، وباستثناء تونس والمغرب اعتمادهما على الصناعة السياحية، فالقطاعان لم يستفيدا، أو ينفذا إلى الدول المتقدمة..
وختمت الصحيفة قائلة: الأمة العربية تعيش أزمة وجود وهوية وصراعات خلّفت العديد من الخسائر وتحوّلت من بيئات جاذبة إلى طاردة، وهي مشكلة لا منظور لحلها في الأفق القريب.
// انتهى //
06:57 ت م 03:57 جمت
فتح سريعhttp://www.spa.gov.sa/details.php?id=1026559