وأفادت صحيفة "الاقتصادية" في افتتاحيتها التي جاءت بعنوان ( بداية النهاية للحرب التجارية ) : ينتظر العالم النتائج النهائية للمفاوضات التجارية بين الولايات المتحدة والصين....
وأفادت صحيفة "الاقتصادية" في افتتاحيتها التي جاءت بعنوان ( بداية النهاية للحرب التجارية ) : ينتظر العالم النتائج النهائية للمفاوضات التجارية بين الولايات المتحدة والصين. فالأمر لا يرتبط فقط بالطرفين بل بالاقتصاد العالمي نفسه. وفي الأشهر الماضية حبس العالم أنفاسه خوفا من انهيار هذه المفاوضات التي لم تتقدم خطوة واحدة في أغلب الأحيان، بل على العكس، فقد شهدت فرض رسوم جمركية إضافية انتقامية بين الأمريكيين والصينيين وصلت قيمتها إلى مليارات الدولارات. الرئيس الأمريكي دونالد ترمب أراد أن يؤكد في كل المناسبات أن بلاده "مظلومة" تجاريا على الساحة العالمية ككل، وأنها تتعرض للأذى من الصين على وجه الخصوص، وأنه كان لا بد من فرض رسوم جمركية إضافية على السلع الصينية. ماذا حدث؟ فرضت الصين رسوما مماثلة على السلع الأمريكية! والإدارة الأمريكية الحالية تتحرك بكل ما تملك حتى لإصلاح القوانين التي تعمل بها منظمة التجارة العالمية. ورغم أن شيئا من هذا لم يحدث حتى الآن، إلا أن بقية دول هذه المنظمة وافقت نظريا على ضرورة الإصلاح المشار إليه. وفي الفترة الماضية نشبت أيضا خلافات تجارية حادة بين الولايات المتحدة وعدد من دول الاتحاد الأوروبي، ولا سيما فرنسا وألمانيا، وتم بالفعل فرض رسوم جمركية متبادلة بين الطرفين، الأمر الذي أنذر بحدوث حرب تجارية أخرى، بينما لم تتوقف الحرب الراهنة بين واشنطن وبكين. ومخاطر المعارك التجارية الأمريكية-الأوروبية لا تزال أقل ضررا على الاقتصاد العالمي من المخاطر التي تجلبها الحرب الأمريكية-الصينية. وبينت : ولهذا السبب سعت كل الدول إلى تشجيع بقاء المفاوضات حتى ولو كانت لم تحقق شيئا حاسما. والحق: إن الإدارة الأمريكية أبدت حرصا شديدا على استمرار هذه المفاوضات، بصرف النظر عن الاتهامات التي تصدر من هذا الجانب أو ذاك. فواشنطن تعلم أن الاتفاق أفضل مئات المرات من إبقاء الحرب مستعرة بين الجانبين. ولذلك يتطلع العالم اليوم إلى الإشارات الإيجابية التي أطلقها دونالد ترمب حول هذه المفاوضات، بما في ذلك، إمكانية توقيع اتفاق تجاري مع الصين في وقت قريب جدا. والأهم من هذا، أن الرئيس الأمريكي أكد حدوث الانفراجة المطلوبة في هذه المفاوضات، التي تأخرت نحو عامين. فقد كانت هذه المفاوضات تتعثر بعد كل جولة، خصوصا في أعقاب فرض الرسوم الإضافية على سلع الطرفين بصورة كبيرة وغاضبة أيضا. واسترسلت : بالطبع الاتفاق التجاري الصيني-الأمريكي الذي أشار إليه ترمب، سيصب مباشرة في مصلحة الاقتصاد العالمي. هذا الاقتصاد الذي يواجه مصاعب جمة على صعيد النمو. فبعض التقديرات تتحدث عن استمرار التباطؤ فيه لعدة أعوام مقبلة. ناهيك عن الآثار المدمرة التي تتركها الخلافات على العلاقات الدولية ككل. اتفاق المرحلة الأولى بين بكين وواشنطن، سيشجع في الواقع على أي اتفاقات تجارية أخرى في المستقبل، خصوصا فيما يتعلق بالعلاقات التجارية بين الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي. فهذا الأخير ينظر إلى الإجراءات الأمريكية الأخيرة على سلعه بغضب شديد، ويطالب بضرورة الحوار من أجل حل المشكلات العالقة. // انتهى // 06:02ت م 0007 http://www.spa.gov.sa/details.php?id=2014932