أهلاً وسهلاً بالزوار الكرام يسعدنا تواجدكم شبكة ومنتديات الدغالبة الرسمية


العودة   شبكة ومنتديات الدغالبة الرسمية > الأقسام العامة > تغذية من المواقع

الإهداءات

إضافة رد
   
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع انواع عرض الموضوع
 
   
غير مقروء 05-04-2013, 02:39 AM رقم المشاركة : 1
معلومات العضو
مدير عام

الصورة الرمزية عبدالله بن نويمي

إحصائية العضو






عبدالله بن نويمي has a spectacular aura aboutعبدالله بن نويمي has a spectacular aura about

 

عبدالله بن نويمي غير متواجد حالياً

 


المحادثة: 0

مشاهدة أوسمتي

المنتدى : تغذية من المواقع
افتراضي "حياة".. درس الحياة

هي الإنسانة التي لم أعاشرها طويلاً رغم قرابتي لها، لكنني في حياتها وبعد موتها استقيت منها مبادئ كثيرة في الحياة:الحب.. التضحية.. العطاء.. النكران والجحود.. المرض والمعاناة.. بل حتى الوداع والوفاة.

عاشت حياة.. حياة عادية كأي فتاة في جيلها في ذلك الوقت.. كانت هادئة وخجولة.. منجزة ومعطاءة بكل ما تستطيع تقديمه، لكن.. قد ينقصها الذكاء الاجتماعي كما نسميه الآن! كانت واضحة وصريحة.. وربما ضعيفة في غالب وقتها.

أكملت "حياة" تعليمها، وحصلت على وظيفة معلمة.. وسريعاً تمت خطبتها وزواجها من شاب.. لم يتم السؤال عنه جيداً.. سوى أنه قريب لزوج أختها "اللقطة".. وهذا كان كافياً لإتمام الزواج الذي كان طلاقه أسرع..!

حملت حياة ذلك اللقب البائس.. ذلك اللقب التعيس الذي يحكم على الفتاة بأحكام لم ينزل الله بها من سلطان.. وسط انتشار ثقافة ظلم المطلقة.. فقط لأنها مطلقة.

عانت حياة كثيراً من كل ما هو حولها.. بل حتى الحرمان من ممارسة هواياتها الأدبية في كتابة الشعر أو الروايات.. لم تستطع أن تمارسها بكل حب وثقة.. بل هوجمت كثيراً.. وفُسّرت كل أفكارها ومشاعرها بأكثر مما تحمل المعاني.. كل هذه الظروف أجبرتها على عدم الكشف مجدداً عن كل هذه المواهب تجنباً لكل هذه المعاناة.

هروباً من وضع كهذا لجأت إلى الهرب مع أول عريس جديد تقدم لها.. كان هذا العريس على خلاف مع زوجته الأولى، التي أشارت عليه والدته بأن يتزوج عليها حتى "يؤدبها"، فتزوج حياة.. وعاش معها أشهراً جميلة.. لكن بمجرد أن "تأدبت" الزوجة الأولى (!) حصلت حياة على ثاني طلاق في حياتها، وهي لم تتجاوز بداية العشرينيات من عمرها.

عاشت وعانت حياة من حمل لقب "مطلقة" للمرة الثانية.. وسط ثقافة تلوم المرأة في كل طلاق، وكأنها الخطيئة..

رغم كل ذلك.. عادت حياة إلى أسرتها وهي تضعهم في أول أولويات حياتها.. كانت تعطي بلا حدود.. وكان عطاؤها المادي يفوق كثيراً ما تستطيع فتاة في عمرها أن تقدمه لأهلها.. حملت همّ أسرتها ومعيشتها.. همّ أبيها وأمها.. وجميع إخوتها.. كانت لهم الأب الذي يصرف، والأم التي تحن، كانت هي المسؤولة المالية عن كل أمور أسرتها.. في كل أمور حياتهم.. تحمل همّ أخيها الذي يدرس في الثانوية.. وتحضر له المدرسين الخصوصيين على حسابها.. وتحمل همّ أختها الصغرى التي تبذل لها كل غالٍ ونفيس في سبيل أن تظهر بأجمل طلة أمام زميلاتها في الكلية.. حملت همّ بناء منزل لأسرتها.. ونقلتهم من الحي الشعبي الذي سكنوا فيه طويلاً إلى أحد الأحياء الراقية.. كانت لهم المشعل والحياة.. تعطي بلا حدود.. ولا تنتظر الشكر أو الرد.

لم تفكر في نفسها يوماً.. عاشت حياتها بكل حب وعطاء لكل أهلها.. لكن رغم ذلك.. لم تكن تجد من يستمع إليها.. من أهلها أو حتى قريباتها أو صديقاتها.. لم تكن قادرة على كسب الآخرين بفكرها أو بقناعاتها.. ربما بسبب الظروف التي عاشتها.. كانت تغطي كل ذلك بالدعم المادي بلا حدود.. فعلاً لم تكن سعيدة.. وكنت أرى الحزن والتعاسة في عينيها في الزيارات القصيرة التي كنت أراها فيها.. تعوّد الكل حولها على عطائها.. وهدوئها.. وعدم شكواها من أي شيء.. واستسلامها لذلك.. كل هذه الظروف النفسية والضغوط الاجتماعية.. أثرت في نفسيتها كثيراً حتى تكالبت عليها الأمراض.. وانتشر المرض الخبيث في كل جسدها..

كان بعض إخوتها يقدمون لها العناية والرعاية المطلوبة.. لكنها.. فعلاً لم تشعر بطعم الحياة.. لم تستطع مقاومة المرض.. وأسلمت روحها لبارئها..

في أول ليلة من عزاء وفاتها.. دبت الخلافات على ورثها.. عمارتها.. سيارتها.. راتبها.. لم تزل دموع أمها تنهمر.. ومن حولها يختصم طمعاً في الحياة..! رحمك الله يا "حياة"، وجعل الفردوس الأعلى مثواك إن شاء الله.

وفاة حياة.. علمتني درساً عظيماً، هو:

رغم متعة العطاء وتعويد النفس على البذل إلا أنه يحفّز الآخرين على الطمع بعطاء أكبر.. لذلك، لا تعطي أكثر لكيلا تحزن.

خاتمة: قد نجبر كثيراً على أن يكون العطاء بمقدار الأخذ.




http://sabq.org/xi1aCd







التوقيع

رد مع اقتباس
 
إضافة رد

   
مواقع النشر (المفضلة)
 

المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
اقتصادي / شركة "واعد" تتعاون مع "صدارة" لدعم مجمع " بلاسكيم" للصناعات الكيمائية والبلاستيكية في الجبيل عبدالله بن نويمي تغذية من المواقع 0 06-25-2012 06:54 PM
مسؤول سعودي لـ"تايمز": سنشتري سلاحاً نووياً "في أسابيع" إذا جربت إيران "قنبلتها" راعي الدبش المنتدى العام 3 02-17-2012 05:49 PM
"فوزية وأم محمد" ضحيتا حارس عقار.. وسائق وخادمة يدمران حياة "أم فارس" admin تغذية من المواقع 0 06-18-2011 04:47 AM
"بارادايس كابيتال": سنبيع حصتنا في "أولمبيك" إلى"إلكترولوكس" السويدية admin تغذية من المواقع 0 06-14-2011 01:38 AM
فندق "جراند حياة": لم نطرح قضية الخمر على وزارة السياحة المصرية الجديدة admin تغذية من المواقع 0 06-13-2011 03:29 PM



تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع
RSS RSS 2.0 XML MAP HTML

الساعة الآن 11:28 AM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. Ads Management Version 3.0.1 by Saeed Al-Atwi
شبكة ومنتديات الدغالبة الرسمية