استعد.. استرح!!

هل هناك من يستطيع أن يوجد مسوغاً واحداً يبرر استمرار مدارس التعليم العام في السعودية، وبمباركة وزارة التربية والتعليم، في استعمال الإيعاز العسكري "استعد استرح"، الذي يؤمر به طلبة المدارس صبيحة كل يوم دراسي في الطابور الصباحي؟!

"استعد.. استرح" ليست سوى رفع الرِّجل اليمنى، والضرب بها بقوة على الأرض، مع وضع اليدين على الجنبين في حال الاستعداد، وخلف الظهر في حال الاستراحة. هذا ما كنا نمارسه حينما كنا طلاباً، وكذلك آباؤنا من قبل، واليوم أبناؤنا يطبقون تلك الحركات التي هي من اختصاص الإخوة العسكريين!

الطلاب حينما يتوجهون إلى مدارسهم لم يذهبوا لتعلم المهارات العسكرية والمناورات والاستعداد والاستراحة ومكانك سر وللخلف دُر! إنما ذهبوا للمدارس بهدف طلب العلم والاستفادة مما يقدمه معلموهم في شتى العلوم المتنوعة.

كذلك التمارين الصباحية التي أصبحت وجبة ثقيلة ومملة وغير مستساغة، يُغصب عليها التلاميذ يومياً، وكما شاهدنا في العديد من المدارس فإن الغالبية الساحقة من الطلاب لا يؤدون تلك التمارين على الوجه المطلوب، وإنما مجاملة لمن يقف أمامهم من معلمي المدرسة وإدارييها!
أرى أنه لو تم الاستغناء عن هذا الروتين القاتل للمعلمين والطلاب، المتمثل في الاستعداد والاستراحة، والتمارين الصباحية التي لا تحقق الفائدة المرجوة بقدر ما هي تمارين شكلية مبنية على المجاملة من قِبل المدارس أمام إدارات التربية والتعليم، ومن الطلاب أمام معلميهم، واستبدالها ببرنامج يعتمد على رياضة المشي لمدة خمس دقائق قبيل الإذاعة الصباحية.

نقطة أخرى: هناك من الإداريين والمعلمين من يجبر الطلاب على إعادة أداء النشيد الوطني في الطابور الصباحي مرات عدة؛ بحجة انخفاض الصوت، وهذا - في اعتقادي - أمر غير صحيح؛ فإن كان هدف هؤلاء المعلمين أو المديرين من رفع الصوت هو رفع مستوى الروح الوطنية في نفوس الطلاب فإن النشيد الوطني لم يكن يوماً بذاته معياراً لحب الوطن، وإنما الوطنية هي أن نقدم للوطن أجيالاً تفخر بدينها أولاً، وبصدق انتمائها لوطن الحرمين الشريفين، وتساهم في رسم طريق النهضة والتقدم لهذا الوطن، وتؤمن بأن الوطنية ليست مجرد كلمات أو عبارات تردد، بل تتعدى ذلك إلى ما هو أهم كالحفاظ على المكتسبات والمرافق، واعتبار كل جزء من هذا الوطن ملكاً خاصاً؛ تجب المحافظة عليه.




http://sabq.org/1d1aCd