الحياء والدعوة الى الله .. ؟؟

الحياء والدعوة الى الله .. ؟؟

الحمد لله وحده والصلاة والسلام على من لانبي بعده أمابعد

لا شك أن الحياء في الإسلام خلق عظيم وهو من شيم الكرام،
تخلق به الأنبياء والصحابة والتابعون، وكل من فهم الإسلام وتربى في كنفه،
وهو شعبة من شعب الإيمان، ولكن عندما يأتي الأمر الى الدعوة الى الله
فإن الحياء قد يكون مذموماً , فترى الكثير منا يجالس صاحب المعصية
وهو يمارس معصيته ولا يُنكر عليه فتراه يشكو الحال إليك
لأنه غير مقتنع بفعله هذا والله انا في حرج كبير من عمي كبير في السن
واستحي منه ويأتي عندي في المنزل ويشرب الدخان ولا استطيع
ان اتحدث إليه او اناصحه لأني اقدر سنهُ رجلٌُُُُ اكبر مني واخاف ان يغضب مني ..
والاخر يقول الوالدة في البيت تضع التلفاز على بعض القنوات
التي بها مخالفات شرعية وانا جالس وهذي الوالدة حلوة اللبن
مالها الا طيبة الخاطر .. كل هذا وغيره يمنع الكثير منا من الإنكار
على بعض الاقارب والبعض يجالسهم حال المعصية فيكون مشارك لهم ثم يوطن
نفسه على الحياء ويستشعر ان ليس لديه قدرة على الإنكار
وقد لايستطيع الإنكار والمواجهة في الميدان مع غير الاقارب .
فنقول لهولاء ما هكذا تورد الإبل .. دعوة هؤلاء واجب عليك
باالحكمة والموعظة الحسنة
وان تتلطف بهم من غير تعنيف وتختار الوقت المناسب
وتذكرهم بالله فبهذه الطريقة الطيبة لن ينفروا منك
(وَلَوْ كُنْتَ فَظًّا غَلِيظَ الْقَلْبِ لانْفَضُّوا مِنْ حَوْلِكَ).. روي في كتب
التاريخ ، أن رجلاً دخل على احد الخلفاء،
فقال: إنني سأعظك وأغلُظ عليك، وكان هذا الخليفة فقيها،
فقال: ولم الغلظة يا أخي، لقد أرسل الله من هو خيرٌ منك إلى
من هو أشرُّ مني ؛ أرسل موسى وهارون إلى فرعون،
فقال: (فَقُولَا لَهُ قَوْلاً لَيِّناً لَعَلَّهُ يَتَذَكَّرُ أَوْ يَخْشَى)
ولايظن البعض ان الدعوة زجر وامر حتى يغضب منك الاقارب ..
واذا هذا الحياء يمنعك من قول الحق والجهر به فهذا والله حياء مذموم
.. قال الله تعالى: (والله لا يستحيي من الحق),
فأنظر يارعاك الى سفيان الثوري ..لم يمنعه الحياء من انكار المنكر

عن عبد الرحمن بن مصعب قال كان رجل أعمى يجالس سفيان الثوري
فكان إذا كانشهر رمضان خرج الى السواد, أي الى العامة
فيصلي بالناس فيكسي ويوهب له , يعني يٌعطى على قراءته كسوة ومال.
فقال سفيان إذا كان يوم القيامه أُثيب اهل القرآن من قراءتهم. ويقال لمثل
هذا..قد تعجلت ثوابك .فقال له الرجل :يا ابا عبد الله تقول هذا لي
وانا جليس لك؟ قال:إني اتخوف أن يقال لي يوم القيامه
إنه كان جليس لك أفلا نصحته؟؟
(الجرح والتعديل)
وقال الحافظ ابن حجر – رحمه الله- ( رب حياء يمنع عن القول
الحق أو فعل الخير؛ لأن ذلك ليس شرعيًّا).
ولعلي ان انبه في الختام على مقولة انتشرت بين الناس... وهي قولهم

(لا حياء في الدّين) ، فالدّين كلـّه حياء ، و أصل القول (( لا حياء في العلم ))

( و قد قال رسول الله صلـّى الله عليه و سلـّم : ( إنّ لكلّ دين خلقاً ،

و إنّ خلق الإسلام الحياء ). رواه ابن ماجه )
هذا والله اسأل ان يجعلني وإياكم ممن ينهجون نهج محمد صلى الله عليه وسلم
ويقتفون أثره والسلف الصالح وان يجعلنا هداة مهتدين غير ضالين
ولا مضلين هذا والله اعلى واحكم

وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد وآله وصحبه اجمعين