الحرب على الفضيلة

تطالعنا بعض الصحف بين الحين والآخر بأخبارٍ مثيرة حول تصرفات فردية قد تحدث من بعض المنتسبين لهيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر أو وزارة العدل أو الأوقاف أو مَن يُحسب على التيار المحافظ عموماً. أخبار يتم تهويلها والزيادة في أصلها بما ينافي حقيقتها فيخلق انطباعاً سلبياً عن شخصية المتدين المحافظ في نفوس البعض، بل حتى في نفوس النشء ذكوراً وإناثاً؛ الأمر الذي يولّد شعوراً بعدم الثقة بشخص المتدين المحافظ عموماً، فيبقى الناشئ يجول بفكره يمنة ويسرة باحثاً عن قدوةٍ مقبولةٍ لدى العامة يرى في مسيرتها النجاح والفلاح فيتبع أثرها وقد يذهب به فكره إلى مَن يرى فيه القدوة المناسبة، وفي هذه الحالة وبعد حملات التشويه اللا أخلاقية لشخص المتدين المحافظ فإن القدوة قد تأتي من خارج مجتمعنا وديننا وقيمنا ومبادئنا المستمدة من كتاب الله وسنة نبيه محمد - صلى الله عليه وسلم - وما أجمع عليه سلف الأمة الصالح.

عندها فإننا سنجد أنفسنا أمام أفكارٍ دخيلة نشاز تمسخنا من هويتنا وثقافتنا العربية الإسلامية وتهرول بنا باتجاه الفوضى والمجهول.

إن ما تشنه بعض الأقلام في بعض وسائلنا الإعلامية من تشويهٍ متعمّدٍ لشخص المتدين المحافظ من خلال ما يُنشر من أخبارٍ تأخذ بالصفة (إمام مسجد - عضو هيئة - داعية - قاض ... إلخ) لا على الشخص جرمٌ في حق أبنائنا وبناتنا، بل في كل مجتمعنا واعوجاج يجب تقويمه والأخذ بيد فاعله؛ لما لذلك من أثر يعلق وينسحب على بقية مَن يتصف بهذه الصفة، وليس من العدل أن تعمّم الشواذ فتكون القاعدة فيظلم أهل الفضل والصلاح دعاة الفضيلة نتيجة لخبرٍ يُلصق - قد يكون زوراً - بشخصٍ يحمل صفة المتدين المحافظ.

لننظر ماذا يقول بعض الفتية عن أصحاب الفضيلة الدعاة أو أئمة المساجد نتيجة لما يُنشر من مغالطاتٍ أو من تصرفاتٍ شاذة قد تحدث هنا أو هناك. وماذا رسم عنهم في مخيلة هذا الجيل. الحرب على الفضيلة بهذا الشكل والتي قد يقع البعض فيها دون قصد ستكون بالتأكيد كارثية النتائج على مجتمعنا في قيمه ومبادئه ومعتقده، وسيتأثر سلباً في منهجه وسلوكه الذي سيكون حتماً مغايراً للمنهج الإسلامي القويم نتيجة تشويه رموزه والدعاة إليه.




http://sabq.org/zk1aCd