"دبي تدرس تثقيف السعوديين"..!!

شدَّني عنوان لخبر في إحدى الصحف السعودية قبل أيام؛ حيث يقول "دبي تدرس تثقيف السعوديين على أنظمة المرور في الإمارات". وفي التفاصيل أنه سيتم إرسال رسالة نصية لقائد السيارة السعودي عند دخوله حدود دولة الإمارات، تحتوي على أنظمة الإمارات المرورية؛ حتى يلتزم بها أثناء تنقله داخل مدن الإمارات، وإلا فإنه سيتم إيقاع العقوبة النظامية بحق المخالِف، ولن تكون هناك واسطة أو شفاعة من أي شخص، بل إن العقوبة قد تصل إلى مصادرة السيارة وسجن قائدها.

لقد تابعنا خلال الأيام الماضية احتجاز عدد من مخالفي الأنظمة المرورية من السعوديين لحين دفع الغرامات الكبيرة التي سُجلت بحقهم أثناء إقامتهم في دولة الإمارات في الإجازة الماضية، وقد تدخلت سفارة السعودية في الإمارات لتخفيضها 50%؛ حتى يتمكن المخالفون من السداد.

بعد هذه الواقعة تبادر إلى ذهني عدد من الأسئلة، منها: هل الانفلات المروري في بلدنا أدى إلى أن أصبحنا نرتكب المخالفات في أي بلد نقوم بقيادة سياراتنا فيه، دون الاكتراث بأنظمته؟ وهل بلغت الجرأة في بعضنا إلى أن يقوم بطمس الأرقام في لوحات سيارته؛ حتى لا تلتقطها كاميرات الرصد الآلي؟ هذا ما يطبقه بعض الشباب هنا في الداخل فينجو من العقوبة، إلا في بعض الحالات القليلة التي يتم اكتشافها مصادفة.

حوادث ومخالفات مرورية في كثير من دول العالم أبطالها سعوديون، ومنها على سبيل المثال لا الحصر مقتل عائلة بريطانية على يد "مفحط سعودي"، وشاب سعودي آخر يستنفر الأمن الأمريكي بعد قيادة سيارته عكس السير وارتكابه العديد من الحوادث..

لقد بلغ عدد المخالفات المرورية في مدينة الرياض وحدها 7300 مخالفة يومياً، أي أن المخالفات المرورية في الرياض وحدها أكثر من 2.5 مليون في العام، وقس على ذلك بقية المدن الكبرى كجدة والدمام وغيرهما. كل هذه الإحصاءات تدل على تدني الوعي بأنظمة المرور في بلدنا، وعدم تطبيقها، حتى أن المقيمين أصبحوا يقارعون شبابنا في المخالفات من قيادة متهورة وقطع للإشارات والوقوف في الممنوع، إضافة إلى تملكهم سيارات قديمة ومتهالكة تنشر السموم بعوادمها، وأصبحت مصدراً للتلوث البيئي.

لقد تأخرنا كثيراً في تطبيق العقوبات المرورية على المفحطين حتى أصبح التفحيط عادة عند بعض شبابنا، ويعتبرونه فناً يتفاخرون به! فكان نتاج ذلك كوارث أودت بحياة الكثيرين، بل إن الأمر وصل إلى حَمل الأسلحة والاستعراض بها بين المتجمهرين!!

إننا في حاجة إلى تفعيل التوعية المرورية عن طريق وسائل الإعلام وأئمة المساجد والجامعات والمدارس وغيرها، ثم بعد ذلك يتم تطبيق العقوبات النظامية بحق المخالفين من سجن وغرامات ومصادرة للسيارات، وعدم التهاون مع المخالف كائناً من كان؛ حتى نتمكن من القضاء على الضَّعف المروري عندنا.



http://sabq.org/Tf1aCd