مرَّت سنة!

قبل البداية، كل عام وأنتم بخير.. سنة جديدة يتجدَّد معها الأمل والطموح نحو مستقبل أفضل وأجمل.
مرَّت سنة ولا يزال ذلك الشاب، الذي يمر عليه عامه السادس وهو يعاني "شبح البطالة"، يدور في أماكن التوظيف حاملاً معه ملفه الأخضر، يبحث هنا وهناك عن وظيفة، عن لقمة العيش التي تغنيه عن سؤال الناس.
مرَّت سنة وما زلنا نبحث عن حلول في طريقة توظيف الطلاب الحاصلين على شهادة البكالوريوس، وملوا من مراجعة الوزارات والبحث عن وظائف، ويعانون التهميش والمماطلة، وكلمة "قريباً سيتم توظيفكم".
وأيضاً خريجات عاطلات قد دُفنَّ في وسط ركام السنين بعدما طالت مطالبتهن، وتعبن من مراجعة الوزارات، ومن وعود هذا وذاك! التي يكون مصيرها دائماً هو "الهواء".
مرَّت سنة وما زالت وزارة الصحة تفاجئنا في كل لحظة بطامة كبرى! ليست آخرها قضية تبادل الطفلين ما بين "سعودي" و"تركي".. رفقاً بنا يا مسؤول الصحة؛ فعقولنا لم تعد تستوعب تلك الطامات! وفي عرفان قضية أخرى يعلمها الجميع!
مرَّت سنة والتعليم يحتضر! لم يعد الحال في التعليم كما في السابق؛ كثرت مشاكل التعليم، وغابت الحلول.. التعليم يقودنا نحو مستقبل مجهول!
مرَّت سنة والرياض تشتكي من كثرة المارين! وزحمة الشوارع، وكثرة الحفريات.. الرياض لم تعد تتحمل مزيداً من المارين.. الرياض قريباً ستصبح مشروعاً لـ"قاهرة" أخرى!
مرَّت سنة وحافز يودِّع مجموعة كبيرة من المستفيدين! ويترك أثر الحزن عليهم، في كل يوم ينتظرون خبر التمديد، قد ارتضوا مذلته وإهانته! ولا يريدون أن ينقطع عنهم، وسؤالهم الذي يتردد دائماً "ماذا سيفعلون في القادم؟"؛ فقد أصبحوا بلا وظيفة، وبلا حافز أيضاً!

ومضة:-
مرَّت سنة وها نحن نسير في أخرى، فهل سيكون هناك حلول لما كان في السنة الماضية، أم أن القادم سيكون مطابقاً لما قبله؟ هل ستنتهي معاناة خريجين وخريجات ملوا الانتظار، ومعاناة شعب بات يخشى الدواء أكثر من الداء، ومعاناة أخرى لم تكن موجودة هنا ولم تُذكر؟.. الجواب يختبئ خلف أيام هذه السنة، ويوماً ما سيخرج.



http://sabq.org/rY0aCd