ابتسـامات حلـوة.. توزِّعها البنـوك..!!

كنتُ قبل شهرين قد تعرضت لموقف محرج نوعاً ما أمام إحدى الصرافات التابعة لواحد من بنوكنا المحلية الشهيرة، المنتشرة في كل مكان من شوارعنا العمومية، بالقرب من حركة المارة التي لا تهدأ. وتتلخص هذه المعاناة الخفيفة في عدم خروج المبلغ المطلوب وقت السحب في ذلك المساء المحمَّل بتعب الانتظار، والتصاق الأجساد في طابور الباحثين عن "النقد" لهدف أو لآخر..!!

لكن ما خفّف من حجم الألم وآهات الغضب المحبوسة داخل الأعماق أن ثمة عميلاً آخر تم خصم مبلغ عليه دون أن يُصرف له، وقد تأكدنا سوياً لاحقاً أن عملية الخصم تمت بسرعة، بينما لم نر على أرض الواقع أي شيء ملموس يبدد حالات الاحتياج إلى لحظات فرح مؤقتة بالطبع تنتهي بذهاب المبلغ إلى حال سبيله دون وداع يليق..!!

وحينما راجعتُ موظف فرع البنك بعد أسبوع اقترح عليّ مشكوراً الاتصال بخدمات العملاء عن طريق الرقم المجاني، وبعد ذلك شَرْح المشكلة لهم كاملة وكيفية وقوعها، ابتداء برقم الصرافة مروراً بتاريخ الخصم، وحجم المبلغ الذي لم ير "النور"؛ بسبب عُطْل الصرافة، وانتهاء ببعض التفاصيل الأخرى..!!

وقبل أن أخرج من الفرع أخذت الرقم من الموظف بعد أن دوَّنه في ورقة صفراء صغيرة مع ابتسامة مهذبة ظلت تلاحقني فيما بعد. وضعت الورقة في جيبي الخاوي، إلا من أوراق مهملة منذ زمن وبعض من الكروت الخاصة بالدعايات الأقرب لمقاس رخصة السير في الحجم، وخرجتُ أتنفس الهواء غير بعيد من ذلك البنك..!!

مرَّ أسبوعان ولم أتصل أو أحرك ساكناً، وتلتها أسابيع أُخَر، ونسيت معها اليوم الذي التهمت فيه ماكينة الصرافة المبلغ دون وجه حق؛ فقلت في نفسي لماذا لا أترك البنك هو من يقوم برد المبلغ وفق آليته المتبعة عندما يجد أن هناك مبالغ زائدة في صرافاته خُصمت من حساب العملاء دون أن تخرج لهم بسبب خلل فني أو عدم فتح بوابة الخروج؛ وبالتالي بقاؤه حبيساً لا هو يستطيع العودة للصناديق الفضية الداخلية أو الخروج للهواء الطلق..؟!!

لذا سأنتظر حتى يقوم البنك بدوره الفعلي بمثل هذه الخطوة، من باب الإحساس المهني والأدبي بالمسؤولية تجاه "العملاء"؛ وذلك للوصول لمستوى عالٍ من الثقة التامة والقناعة الكبرى، بوصفه مفهوماً حقيقياً بأن بنوكنا المحلية لا توزع ابتسامات حلوة على العملاء وحسب، وإنما هي أحرص من العملاء أنفسهم في سبيل استرداد حقوقهم التي تُغيِّبها الصرافات، وهو المفترض دونما الحاجة للاتصالات المجانية، بشرط عدم الاستعجال عليها؛ حيث نترك لها مساحة من الوقت والحرية لفعل ذلك والقيام به، خاصة عندما نوجِّه لها رسائل باردة على طريقة "أنت وضميرك"..!!




http://sabq.org/Zb1aCd