ربع كبسة دجاج

الفكرة تأتي للشاب المتوقد ذهنياً، الذي بدوره يستطيع أن يحيلها إلى واقع اقتصادي؛ ليصبح من البارزين..

كثير من الأفكار تحولت إلى نتاج تجاري رابح حتى أصبح صاحبها من ذوي الملايين.. ولدي حالات لأفكار تحولت إلى اقتصاد مربح، ومن ذلك فكرة الفيس بوك والمايكروسوفت والأبل، وغيرها. وفي الواقع المحلي هناك محال تخصصت ببيع المكسرات، وأصبحت في كل مكان، والفكرة بدأت من شاب طموح بدأها من الصفر حتى كوَّن منشأة لها احترامها وتقديرها. ود.

عبدالله العثمان مدير جامعة الملك سعود سابقاً قال إننا في الجامعة سنخرج الطالب الذي يصنع العمل، وليس الباحث عن فرص العمل، وهذا طموح يناسب الجامعة وتطلعاتها. وعندي مثال للشاب الطموح، هو الأستاذ عبدالعزيز الجاسر رئيس مجلس إدارة الشركة العربية للعود؛ حيث بدأ وهو في أوائل العشرين يبيع العطور بالفرادى، ويأخذ بالمؤجل من تاجر ذكر اسمه، وهو الحزيمي، وبعد بيع العطور والعود يسدِّد له حتى فتح أول محل له؛ ليواصل فتح المحال في جميع أنحاء العالم؛ لتقترب من الـ500 محل تجاري لبيع العود والعطور، وسمعت ذلك منه وهو يتحدث ضمن برنامج شباب الأعمال في الغرفة التجارية في الرياض.

ومثل ذلك الأستاذ علي الشهري الذي حضرت له حواراً في لجنة رجال الأعمال أيضاً، وتحدث عن بدايته في المطابع، ثم في مصانع البلاستيك، وهو الشاب الذي جاء من الجنوب ليس معه شيء، وبإرادة الله وبالصبر أصبح من كبار رجال الأعمال، وقد وفَّى لموطن رأسه، وبنى كلية ومنشآت اجتماعية، وفاقت تبرعاته مائتي مليون ريال، وهناك كرسي أبحاث السمنة في جامعة الملك سعود.

كما أذكر المهندس ناصر المطوع رئيس جمعية "حركية"، الذي أسس شركة ضخمة للتشغيل والصيانة، لكنه لم يبتعد عن العطاء الخيري لدعم إخواننا المعاقين وتزويجهم ورعايتهم.
وهناك الأستاذ خالد بن صالح الشثري، الذي بدأ من الصغر في مجال المقاولات بعد خبرة اكتسبها موظفاً صغيراً في إحدى الشركات، ثم استقل بنفسه، وواصل نجاحاته حتى تولى مسؤوليات شركات عديدة.

وهناك الدكتور ناصر الطيار، الذي بدأ في مجال السفر والسياحة حتى أصبح من كبار الناجحين والداعمين للعمل الخيري.

وهناك العديد ممن بدؤوا من الصفر معتمدين على الله - عز وجل - ثم الصبر والجد والأمانة والإخلاص، ومنهم على سبيل المثال صالح وسليمان الراجحي ومحمد وعبدالله السبيعي ومحمد بن لادن وسالم بن محفوظ وسليمان العليان وإسماعيل أبوداوود وعبدالرحمن الراجحي وعبدالرحمن فقيه وسعيد غدران وعبدالرحمن الجريسي وغيرهم.

وهناك من خدموا وطنهم عبر العمل الحكومي بكل إخلاص، مثل الشيخ عبدالعزيز بن عبدالمحسن التويجري والدكتور غازي القصيبي والدكتور عبدالعزيز الخويطر والأستاذ تركي بن خالد السديري والدكتور سليمان السليم والدكتور مطلب النفيسة والمهندس علي النعيمي وفهد الدغيثر، وغيرهم كثير ممن ينبغي أن تلخص تجربتهم وبداياتهم وأعمالهم، وتوزَّع على شباب الوطن في المدارس والجامعات.

وقبل أيام حدثني أحد الأعزاء عن شاب عاطل عن العمل، رأى الحركة التجارية الضخمة في الرياض وهذه المشاريع المتفرقة في أنحاء العاصمة التي يوجد بها عشرات الآلاف من العمال، فقال لنفسه "لا بد أن هؤلاء العمال يحتاجون إلى طعام"، فأصبح يأخذ بسيارته "نقل خفيف ونيت" كبسة ربع دجاج من عدد من المطاعم، ثم يذهب ليبيعها للعمال بسعر مناسب، وذلك وقت استراحاتهم، وزاد الإقبال عليه، حتى استعان بآخرين في تجارته، التي تحقق له يومياً حالياً مبلغاً يفوق العشرين ألف ريال، وهكذا الفكرة برزت في الذهن، وما أكثر الأفكار، لكنها تحتاج إلى من يحولها بالإرادة والعزيمة إلى واقع ناجح.

ولهذا أقول للشباب: إن في وطننا فرصاً كثيرة في مجال التجارة، وتسعة أعشار البركة في التجارة، وهناك دعم من بنك التسليف ومن صندوق المئوية ومن مراكز شباب الأعمال بعيداً عن التعلق بأهداب البحث عن الوظيفة، سواء كانت عامة أو خاصة، وهذا خاص بالطموحين، أما من يريد الوظيفة فله ما يريد.



http://sabq.org/Nb1aCd