القناة الثقافية .. أين الثقافة؟!!

كان إعلان معالي وزير الثقافة والإعلام الدكتور عبد العزيز خوجة، في مؤتمر الأدباء السعوديين الثالث الذي عُقد بالرياض في أواخر ذي الحجة من عام 1430هـ بإطلاق عددٍ من القنوات الفضائية، بينها القناة الثقافية، بمنزلة البشرى التي زفّها معاليه للأدباء الذين كانت تراودهم الأحلام بإطلاق هذه القناة .. لكن تلك الأحلام تبخرت بعد انطلاق القناة التي كنا نلتمس لها العذر ونقول لعله تعثر البدايات .. أما الآن والقناة توشك أن تطوي صفحة العام الرابع من عمرها، فإن المثقفين يتساءلون: ماذا قدمت القناة الثقافية للثقافة؟!

أقول هذا وأنا أشاهد برامج القناة تعتمد اعتماداً كبيراً على أرشيف القناة الأولى!! بل الأدهى من ذلك أن بعض البرامج رُفضت في القناة الأولى ووجدت طريقها في القناة الثقافية!! قد يقول البعض هذا ليس عيباً, لكن مَن شاهد ويشاهد تلك البرامج يدرك مصدر استغرابي .. فإذا كانت القناة الأولى وهي القناة المنوعة في برامجها وطرحها رفضت بعض البرامج المقدمة لها لأنها لا ترقى أن تعرض على الشاشة ثم تجدها تعرض في قناة متخصّصة تخاطب النخبة، فهذا في ظني يدل على غياب المنهجية التي يجب أن تتبعها القناة لترسم لها هوية تفرض احترامها على المشاهد, وأنا هنا لا أطالب أن تغفل القناة الحراك المجتمعي العام, فالثقافة تشمل مظاهر الحياة عامة وتعكس مستوى الحضارة التي وصل إليها المجتمع في المجالات كافة, ولكني أقول إن القناة في ظل غياب الرؤية أصبح همها الوحيد هو ملء الشاشة كيفما اُتفق وبأي مادة كانت, فكم من الفعاليات الثقافية لم تر النور, وكم من المناشط الأدبية والثقافية أُهملت, وكم من المسابقات والمؤتمرات في أرجاء الوطن لم تتحرّك قناتنا الموقرة لتغطيتها, وأخيرا أوردت وكالة الأنباء السعودية قبل أسبوعين تقريباً خبراً مفاده تقدم المملكة في عدد البحوث والدراسات العلمية على مستوى العالم, فأين البرامج المتخصّصة التي تبرز هذا الجانب وغيره الكثير.

مرة أخرى أقول: لست ممَّن ينادي بجعل اللغة العلمية الخاصّة هي المادة الوحيدة على شاشة الثقافية، لكني أقول وأكرّر: إننا نريد أن تكون للقناة هوية إعلامية تهتم بالحركة الثقافية لتغطي هذا الجانب المهم في حياتنا وانعكاسه الكبير على حضارتنا وإثبات وجودنا.

تأمل
لإيليا أبو ماضي:
ولقد ذكرتك بعد يأس قاتل
في ضحوة كثرت بها الأنواء
فوددت أني غرسة أو زهرة
ووددت أنك عاصف أو ماء




http://sabq.org/3k1aCd