وآخرتها يا وزارة العمل..!!

يبدو أن كلمة العمل التي هي مصدر تفاؤل الناس وقوت حياتهم ستصبح مصدر شؤمهم وقَطْع رزقهم؛ فوزارة العمل وما تفعله الآن وما تصدره من قرارات كلها تصب ضد التفاؤل، وتدعو إلى الإحباط واليأس.

فـ"العمل" قطعت مشروع "حافز" الذي ردَّ شيئاً من اعتبار أصحاب المؤهلات وبعض من خذلهم سوق العمل، ولم تتسع لهم أبوابه، وبعض أصحاب الظروف الخاصة، وبعض المتخاذلين عن العمل، الذين يقتاتون على كاهل ذويهم؛ فخفف حافز العبء عن ذويهم فترة ما، ولكنه ما لبث حتى رمى بهم ليعودوا ويزيدوا أحمال أسرهم التي ضاقت بهم الأرض بما رحبت.

وما لبثت وزارة العمل حتى زفت خبر رفع رسوم الإقامة لأصحاب المهن إلى رقم فلكي، لن تتمكن العمالة الوافدة من السداد به إلا برفع الأسعار على المواطنين؛ فأصبح هذا القرار أكثر ضرراً بالمواطن منه للعامل الوافد.

ليس هذا فحسب من ارتجال "العمل" لقرارات لا يمكن أن يطلق عليها إلا "تخبطات" دُرست بعين واحدة، ولم تنظر ببُعد لتبعياتها؛ ففشلت تجربة وزارة العمل في توظيف العاملات في الأسواق، ولم تحترم خصوصية مجتمعنا الديني المحافظ؛ ما جعل الكثيرات يعزفن عن العمل في ظل عدم وجود جو ملائم لهن، ومن عملت منهن لم تستمر طويلاً حتى تركت العمل الذي لم تُطِقه ولم يُطِقه من حولها من زوج وأسرة؛ فتجد الموظفات يتم تغييرهن بشكل دوري لكثرة المنقطعات والمستقيلات من العمل، بل إن الهيئة ضبطت تجاوزات وقضايا أخلاقية دفعت رئيسها العام إلى أن ينتقد وزارة العمل ووزيرها على الأشهاد، ويتبرأ من مباركة هذا النهج لذوي العمل في توظيف الفتيات بهذا النمط.

والآن، تمر الشهور تلو الشهور ووزارة العمل عالقة في ملف الاستقدام، ولم تفلح في توفير بديل يغطي الاحتياج الكبير بعد أن أوقفت الاستقدام من جمهورية إندونيسيا، وهي الآن تصل إلى طريق مسدود مع جمهورية سريلانكا، ولا أدري هل مفاوضو ومندوبو الوزارة ذوو مزاج حاد وغضب عارم حتى تكون نهاية معظم مفاوضاتهم إلى الرفض وقطع العلاقات.. ربما؟!!





http://sabq.org/Ba1aCd