41 ثرياً بالسعودية ماذا قدموا لنا؟!

تناقلت وسائل الإعلام المختلفة خبر حصول 41 سعودياً على لقب أثرى أثرياء العالم. لم يبهجنا هذا الخبر نحن المواطنين، ولم نشعر بأننا استفدنا منه، بل على العكس؛ فربما يكون استفاد منه مواطنون غير سعوديين!

لست - والله – حاسداً هؤلاء الأثرياء على أموالهم، ولكني أعتب عليهم أن يُوجَّه هذا الثراء إلى الخارج ونحن نحتاج إلى كل ريال لنهضة هذا الوطن.

كنت أتمنى أن يظهر من بيننا من يشهد بأنهم تواقون لنهضة بلدنا، ولهم أيادٍ بيضاء في كل شبر من أرضنا؛ فكم شارعاً تمت سفلتته ورصفه وإنارته على نفقة ثري؟ وكم مدرسة وجامعة أُقيمت على نفقة آخر؟ وكم متنزهاً أنشئ للمشاركة في إدخال الفرحة والسرور على المواطنين والمقيمين وأسرهم، وكم.. وكم..

ولمعايشتي للواقع في محافظة الطائف "عروس المصايف"، فإنني أتحفظ كثيراً على أن يطلق عليها "عروس"؛ فهي ما زالت ترتدي زيها القديم منذ عقود من الزمن، ولم يتغير فيها إلا ما ندر. هذا المصيف الذي يحلم بالأولوية لم أرَ فيه مشروعاً واحداً أُقيم على نفقة ثري هدية لأبناء الوطن إلا بعض المشاريع الخجولة التي هدفها تجاري بحت.

وقد حدثني مواطن خليجي عند زيارته مع أسرته الطائف بأنه فوجئ بأنه زار كل المنتزهات والمواقع السياحية بالطائف في يوم واحد، وقد كان ينوي المكوث فيها مع عائلته شهراً كاملاً، ولكن لم يعد هناك ما يستدعي البقاء؛ لذا سيغير وجهته، وقال لقد شاهدت أن المتنزهات التي أقامتها الدولة استثمرها رجال أعمال، وأصبح كل شيء فيها بثمن، وكان حرياً بهؤلاء المستثمرين أن يقيموا مشاريع خاصة بهم، لا أن يستثمروا مشاريع أقامتها الدولة، وترك هذه المشاريع المنشأة من الدولة تحت رعايتها؛ ليستفيد منها المواطن الضعيف الذي لا يقوى على دفع ثمن جلوسه مع عائلته في حديقة أو منتزه.

هذا المواطن الخليجي تحدث بالنيابة عن معاناة المواطن والمقيم في الطائف ومن يفدُ إليها، والحال تنطبق على باقي المصايف في الباحة وعسير، وغيرهما.

إننا نتوجه إلى الـ 41 ثرياً سعودياً عالمياً بنداء من كل مواطن ومقيم في هذا الوطن: "كفاكم تجاهلاً لواجبكم نحو هذا الوطن الذي ينتظر منكم الكثير، ولن يكلفكم ذلك إلا القليل مما كونتموه من ثروات أساسها خيرات هذا الوطن، ولو أقام كل واحد منكم مشروعاً واحداً في الطائف لأصبحت المصيف الأول وعروس المصايف بحق وحقيقة".




http://sabq.org/Ph1aCd