إعفاءُ مسؤولٍ من منصبه الرفيع، نبأٌ لا ينتهي بالنشر عبر وسائل الإعلام والتواصل، بل يبدأ بانطلاقة ـ ماراثون مفتوح ـ لتفسيرات وتأويلات لا تخلو من بعض الغمز واللمز المسيء للشخص عينه قبل أدائه! وقد يهون وقع القرار حينما يتضمّن عبارات تبرّر الإعفاء مثل "بناءً على رغبته"! وإن أصبحت محلّ تندُّر لمَن يشحذون أقلامهم وألسنتهم لتفنيد مثل هذا القرار في اتجاهيْن متناقضيْن، شماتة في الراحل وتطبيلاً للقادم الجديد!
مدير عام صحة جازان الدكتور حمد الأكشم أُعفي من منصبه الذي جاء إليه بتكليف وزاري، سبقه باعتذار مباشر لمعالي الوزير، وهو مَن أقنعه بقبول المهمة ووعده بالدعم ـ حسب رواية الأكشم ـ خاصةً أنه يفتقر لأبسط المقومات الإدارية، كونه طبيباً متخصّصاً لزم عيادته ومرضاه بكفاءةٍ واقتدار! إلا أن تفاقم السلبيات التي صاحبت فترة إدارته وما شهدتها من مشكلاتٍ وأخطاءٍ طبية، من أشهرها حقن فتاة بدم ملوّث بفيروس الإيدز! وجد فيها البعض أسباباً وجيهة لصدور قرارٍ بإعفاء الوزير قبله! ولعل ما يدور من همسٍ يشي بعزم صحة جازان على تكريم الأكشم ـ بعد الإعفاء ـ في هكذا حال، فعل محمود، ولكنه التكريم بطعم المواساة المضافة إلى "بناء على رغبته"!
* ركلة ترجيح
وقع قرار الإعفاء يأتي قاسياً عندما يطول مسؤولاً في منصبٍ أسند إليه بناءً على سجلّ نجاحاته وإنجازاته في مواقع سابقة ضمنت له تحقيق الأفضلية لتسنم منصبٍ أعلى جديد! فعندما يُفاجأ بنهايته ضمن أبرز أنباء نشرات المواقع وتحليلاتها! سرعان ما يغادر منصبه لينضم إلى قائمة تضيق بأسماءٍ غيَّبتها النهايات المُحبطة والثقة المنزوعة لتستسلم للتقوقع وتتعمّد الإحجام عن المشاركة "الطبيعية" في الحياة العامة ـ باستثناء قلة ـ إلى أن يأتي ذكرها لمرَّة أخيرة، مع نبأ الوفاة وعلى صفحات التعزية، بعد كلِّ ما قدَّمت.. والفاتحة!
http://sabq.org/1k1aCd