مكة المكرمة/ المدينة المنورة 05 ذو القعدة 1441 هـ الموافق 26 يونيو 2020 م واس أوصى فضيلة إمام وخطيب المسجد الحرام الشيخ الدكتور صالح بن عبدالله بن حميد المسلمين بتقوى الله...
مكة المكرمة/ المدينة المنورة 05 ذو القعدة 1441 هـ الموافق 26 يونيو 2020 م واس أوصى فضيلة إمام وخطيب المسجد الحرام الشيخ الدكتور صالح بن عبدالله بن حميد المسلمين بتقوى الله عز وجل, مبينا أنه لا راحة مثلُ حسن الظن . وقال فضيلته في خطبة الجمعة التي ألقاها اليوم في المسجد الحرام : العاجز من عجز عن سياسة نفسه ، ومن ساء خلقه عذب نفسه ، ومن عجائب أقدار الله : عثرة عاقل مع التوقي ، وسلامة جاهل مع التفريط ، فلله الحكمة البالغة ، والمشيئة النافذة, حاثا على الإحسان وإن لم تلق العبد من الناس إحسانا ، فالإحسان يقود إلى المحبة ، والخلاف يقود إلى العداوة ، والصدق يقود إلى الثقة ، والكذب يقود إلى التهمة. وأضاف قائلا : هكذا تجري سنن الله في الحياة والأحياء ، كثير من النعم يغفل عنها أهلها ، لا يدركها من يدركها إلا حينما يمسهم الضر ، وتحل بهم الحوادث ، وحينئذ يبصرون ألاء الله ، وقد كانت بين أيديهم ، ولكنهم كانوا عنها من الغافلين . وواصل قائلا : وإذا كان ذلك كذلك فتأملوا حين من الله على المسلمين بإعادة فتح المساجد وإقامة صلاة الجمعة والجماعة ، وتأملوا كيف ظهرت عليهم الفرحة والبهجة والسرور حين عادوا إلى مساجدهم بعد أن اجتاحتهم هذه الجائحة, سائلاً الله أن يعجل بزوالها ، ويمنَّ ويتفضلَ برفعها إنه سميع مجيب . وتابع : لو حدَّثت المساجد أخبارها حين غاب عنها رجالها ، تحدث أخبارها عن متوضئين ، متطهرين ، مبكرين ، في الظلم مشائين ، وإلى الصفوف الأولى مسارعين ، بالركوع والسجود مشتغلين ، وبالتلاوة والأذكار مشغولين ، ممن يؤمن بالله واليوم الأخر ولا يخشى إلا الله . وأوضح الشيخ بن حميد أن حسن ظننا بربنا أن المسلمين وقد جاءتهم هذه الجائحة فمنعتهم المجيء الى مساجدهم ، نحسب أنهم من الذين تعلقت بالمساجد قلوبهم ، فكان فيهم هذا الشوق ، ومنهم هذا الحنين مؤكدا أن ذلك حبُّ المساجد , حبُّ بيوت الله ، فالمؤمن يحب ما يحبه الله ورسوله ، ويبغض ما يبغضه الله ورسوله ، ومن أظهر دلائل الحب أن يكون الرجل معلقا قلبه بالمساجد . وأبان فضيلته أن جليس المسجد له ثلاث خصال : " أخ مستفاد ، أو كلمة حكمة ، أو رحمة منتظرة " مهنئا من يحظى بهذا الوصف الجميل ، وينعم الله عليه بهذا النعت الكريم من النبي الكريم صلى الله عليه وسلم : " بشر المشائين في الظلم إلى المساجد بالنور التام يوم القيامة " ، " ومن غدا إلى المسجد أرواح أعد الله له نزلاً في الجنة كلما غدا أو راح " متفق عليه . وقال : في مقابل هذه الفرحة والاستبشار والذي يحظى به هؤلاء الأخيار حين يتوافدون على بيوت الله يقابلهم فرح الله عز وجل بهم عائدين إلى بيوته ، مصلين في رياضه ، مسارعين إلى رضوانه . وبين فضيلة الشيح الدكتور صالح بن حميد أن المساجد في الإسلام هي مصانع الرجال ، ومعامل الفتوة ، بين صفوف المصلين , وفي محاريب الأئمة ، تبنى مكارم الأخلاق ، وتنسج خصال المروة ، وتبلى معادن الرجال ، فتزكو عقول الرواد , انهم الرجال الذين يُحكِمون السيطرة على نفوسهم وأهوائهم ، وعدمِ الانقياد وراء ملاذ النفوس وزخارف الدنيا, مؤكدا أن المسجد قلعة الإيمان ، وحصن الفضيلة ، وليس زاوية العاطلين ، ولا متكأ المترهبنين ، وهي قلاع شامخة ، وحصون محصنة ، تقى المسلم والمجتمع من مصارع السوء ، وتحمي - بإذن الله - من مسالك الرذيلة ، ودعاة الخبث والخبائث في الحديث المتفق عليه : " إذا نودي للصلاة أدبر الشيطان ، وله ضراط حتى لا يسمع الأذان ", كما أن المسجد قلب المجتمع ، ومركز البلد ، وملتقى المؤمنين ، فيه تتنزل الرحمات ، وترتل الآيات ، وتغفر الزلات ، وبها يجتمع أولياؤه ، وتذكر أسماؤه ، وتوهب آلاؤه . وأفاد فضيلته أنه إذا كانت مجالس الملوك وعليةِ القوم والأماكنُ المحترمة يجتنب فيها رفعُ الأصوات ، وكثرةُ الضجيج ، والحركاتُ ، والألفاظُ غير المسؤولة ، فانظر إلى ما جاء به هذا الدين لرفعة بيوت الله ، فقد طلب فيها أخذ الزينة ، والمجيَء إليها بسكينة ووقار ، والانتظامَ في الصفوف وتسويتَها ، وعدَم تخطي رقاب الناس ، واجتنابَ الروائح الكريهة ، ورفعِ الأصوات ، والمشاحنات ، وإنشادِ الضوال في الحديث : " ليليني منكم أولوا الأحلام والنهي ، ثم الذين يلونهم ، وإياكم وهيشات الأسواق " رواه مسلم . وحث فضيلته الجميع في هذه الأيام وفي هذه الظروف الالتزام بالتعليمات وتطبيق التوجيهات والأخذ بالإرشادات حفاظا على السلامة العامة وصحة الجميع . وقال فضيلته : لم يُعرف في ديوان أي حضارة ولا سجل أي ثقافة معلمٌ أثر في مسار الإنسانية واستنفذها كمثل المسجد في حضارة المسلمين ، فقد أسسه رسول الله صلى الله عليه وسلم مقر اجتماعهم ، ومركز مؤتمراتهم ، ومجلس تشاورهم ، وميدان تآلفهم ، وتعارفهم ، إنه المدرسة ، والمعهد ، والجامعة ، ومركز التدريب ، في أرجائه كان التقاضي ، وبين أروقته كان التشاور ، ومن محرابه كانت القيادة لافتا النظر إلى أن الحرمين الشريفين وهما لم تتوقف صلوات الجمع والجماعة فيهما في هذه الأزمة - ولله الحمد - في مقدمة مساجد المسلمين في أرجاء المعمورة كلها يستشعرون فيه المشهد الحضاري في اجتماع المسلمين وتآلفهم ، فالقبلة قبلتهم أحياء وأمواتا ، والحج هو الركن الخامس من أركان الإسلام ، والعمرة والزيارة من أعظم ما يتطلع له المسلمون . // يتبع // 13:58ت م 0055 http://www.spa.gov.sa/details.php?id=2102533