الحمد لله وحده، وصلى الله وسلم على من لا نبي بعده، وبعد:
لا تزال المِحن والرزايا تتوالى على أمة الإسلام، ولا يزال أعداؤها في الداخل والخارج يحيكون لها مؤامرات الغدر والظلم البشع.
واليوم يقوم عبَّاد الصليب ومن ورائهم عملاء العَرب بالهجوم السافر على دولة "مالي" الفقيرة إلا من دينها وقيمها ومبادئها!!
يقود هذه الحرب في هذه المرة "فرنسا"، التي لم تُعرف إلا بعدائها للمسلمين منذ غابر العقود، وكأن دول الغرب المجرم تتناوب في إيذائنا والإساءة إلى شعوبنا؛ فإلى الله المشتكى!
لقد أصبحنا جسداً ممزقاً، تنهشه هذه الوحوش المسعورة، والحجة لدى هؤلاء الأنجاس هي القضاء على "الإرهاب"!
لا يُلام الذئب في عدوانه *** إن يك الراعي عدوّ الغنم!
أي إرهاب يا مجرمون لدى شعب اختار حكم الله وأراد شريعة الإسلام أن تكون حاكمة عليه؟!!
ثم أي عدل تنشدونه وفسادٍ تحاربونه وأنتم ترون كلب النصيرية في سوريا يبيد المسلمين غدوة وعشياً،ولم يحرك ذلك فيكم ساكناً؟!
أي إرهاب أعظم من إرهاب دولة صهيون الغاشمة وهي تسوم أبناء فلسطين ألوان العذاب والظلم والهوان؟!
إن ما يجري في "مالي" هذه الأيام لهو طعنة في خاصرة أمتنا، وجرحٌ نازفٌ، لا يمكن لنا أن ننساه وإن تقادم العهد وتباعد الزمان!
يا لِهذا الشعب المكلوم الذي يعاني الفقر والفاقة، أنّى له أن يواجه طائرات الصليب وهي تصبُّ عليه جام غضبها، وتفرغ فيه قيح غِلِّها؟!
إن دعوى الإرهاب "شِنْشنةٌ" نعرفها من هؤلاء منذ زمن بعيد، وليس غريباً على هذه الذئاب المسعورة ما يفعلونه في بلاد الإسلام؛ فتاريخهم الأسود ينضح بالخبث والمكر والعداء السافر، لكنّ العجب – واللهِ – لا ينقضي من أقوام من بني جلدتنا، يبررون لهؤلاء الطواغيت ما يفعلون!
يقضى على المرء في أيام محنتهِ *** حتى يرى حسناً ما ليس بالحسَنِ!
أليس في قلوب هؤلاء قطرة مروءة؟!
أما يرون كيف تدكُّ صواريخ النصارى وراجماتُهم بيوتَ العزَّل؛ فتحصد أرواحاً بريئة بلا ذنب فعلته؟!
يا لِهواننا على الناس!
اللهم إنا نشكو إليك ضَعْف قوتنا وقِلّة حيلتنا وهواننا على الناس، يا أرحم الراحمين، أنت ربنا ورب المستضعفين، إلى من تكلنا؟! إلى بعيد يتجهمنا، أم إلى قريب ملّكته أمرنا، إن لم يكن بك علينا غضب فلا نبالي، غير أن عافيتك أوسع لنا.
اللهم فرجَك وعاجلَ نصرك للمستضعفين في سوريا ومالي وفلسطين وسائر بلاد المسلمين.
اللهم آمين.. اللهم آمين.
http://sabq.org/pc1aCd