وركزت الصحف على عدد من الملفات والقضايا في الشأن المحلي والإقليمي والدولي. و قالت صحيفة "الرياض" في افتتاحيتها التي جاءت بعنوان (أردوغان والطريق الوعر ) : لم يكن انقلاب...
وركزت الصحف على عدد من الملفات والقضايا في الشأن المحلي والإقليمي والدولي. و قالت صحيفة "الرياض" في افتتاحيتها التي جاءت بعنوان (أردوغان والطريق الوعر ) : لم يكن انقلاب الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، على الديموقراطية مفاجئاً، بل إن علاماته بدأت مبكراً ومنذ سنوات، ولعل سعيه الدؤوب لتحويل نظام الجمهورية إلى نظام رئاسي كان مؤشراً على نزعته الانفرادية، ورغبته المحمومة في الهيمنة التي كانت مكبلة في ظل النظام القديم، ويبدو أن الهزيمة التي تلقاها في معقله مدينة إسطنبول خلال الانتخابات البلدية كانت ضربة في الصميم ومعها نفدت طاقته على أداء دور حامي الديموقراطية التركية، كاشفاً عن وجه الديكتاتور الذي صارع لإخفائه زمناً طويلاً. وبينت إن رفضُ أردوغان للهزيمة وتشكيكه في نتائج الانتخابات رغم إجرائها في ظل هيمنة كوادره الحزبية على العملية الانتخابية، ورغم سطوة أدواته الإعلامية كشف عن مدى رغبته في الانفراد بالسلطة ما أسقط ورقة التوت الأخيرة وكشف عن حقيقته لمن بقي مأخوذاً بخطابه المخاتل لأعوام. واعتبرت إن الرئيس التركي في اندفاعه المتهور، مأخوذاً بأوهام التاريخ وأحلام الإمبراطورية يحذو حذو جمهورية الولي الفقيه الإيرانية، آخذاً تركيا في طريق مجهول، ومبدداً إنجازات ومقدرات بلاده التي حققتها في السنوات الأخيرة، كما أنه بات يخصم بسرعة متناهية من رصيد علاقات تركيا إقليمياً ودولياً، ويهدد مكانتها الراسخة في حلف الناتو. وعلاقته بالحليف الأميركي التاريخي تمر بأسوأ مراحلها. وجراء مغامراته وسياساته المتقلبة داخلياً وخارجياً جر الاقتصاد التركي إلى أزمة عميقة، وأضعف العملة التركية، ولا أحد يعرف لمَ كان هذا الثمن الفادح؟ ولأي رهان وضع أردوغان بلاده في زاوية ضيقة؟ غير أن الأكيد أن أوجه الشبه بين تركيا الأردوغانية وإيران الولي الفقيه عديدة، فكلاهما تدفعه طموحات خارج حدود بلاده، وهي طموحات لا تستند إلا على أوهام تاريخ بائد ولا يتوفر لها بمعطيات الحاضر أي أسس متينة، وكلاهما ينكل بشعبه ويدمر اقتصاد بلاده جراء مغامرات خارجية حمقاء، وكلاهما يؤسس لحكم ديكتاتوري في بلد جمهوري، ويحيل أدوات الديموقراطية إلى مسرحية لا يصدقها أحد. واوضحت إن لعبة أردوغان إذن باتت مكشوفة لا سيما بعد فضيحة إعادة انتخابات إسطنبول، وتبرّم الشعب التركي بدأ يتزايد يوماً بعد يوم، ونبرة الاعتراض على الطريق الذي يسلكه أردوغان تتصاعد في أوساط الأتراك، وعلى الصعيد الدولي أيضاً، فلا جدال أن لا أحد في تركيا سيسره أن تمضي بلاده في الطريق الإيراني. // يتبع // 06:40ت م 0004 http://www.spa.gov.sa/details.php?id=1922520