ما بين لحظات المغيب ودخول وقت المغرب تشهد شوارعنا الفرعية والعامة في مدننا حركة غير اعتيادية لمرور الأطفال الصغار في تلك الشوارع والأحياء من وإلى بيوتهم؛ وفي المقابل تشهد حركة سير السيارات "كثافة وفوضى" مرورية عالية المستوى سواء من قائد متهور أو رجل طاعن في العمر يقود مركبته وهو يعاني من ضعف النظر وتمييز صورة الأشياء عن بعد؛ هذا بخلاف أن أعمدة الإنارة تتأخر في عملية الإضاءة بشكل جيد وتسليط الضوء بوضوح تام حتى وأن كانت تعمل في تلك الأوقات!
لذا فإن أغلب حالات الدهس لهؤلاء الأطفال الصغار والمارة على مختلف أعمارهم تحدث في مثل هذه الأوقات غالباً نتيجة السرعة وحالة السرحان وعدم التركيز؛ وكذلك لضبابية الرؤية وقت حلول المساء كمسببات رئيسية لوقوع العديد من حوادث صدم العابرين ودهس "الصغار من الأطفال" وكبار السن أحيانا؛ وغيرهم من سالكي الشوارع وقت المساء!
والسائق في الطرف الأخر تكون زاوية الرؤية غير واضحة بالنسبة له؛ وكذلك مستخدمي الطريق من المارة حين يعبرون الشوارع دونما حذر منهم أو التقيد بإرشادات السلامة؛ فالبعض منهم يخرج للشارع العام من "مكان منزو" يكون مغطى عليه تماماً سواء لوجود أشجار أو سيارات واقفة مثلاً أو حاجز لبيت يقع في ناصية الشارع العمومي؛ ما يجعل السائق يفاجئ بدخوله أمام المركبة في لحظات من الصعب عليه التصرف بطريقة سليمة تفادياً للموقف ما ينتج عنه حادث دهس وإراقة دماء!
ومن هنا يتوجب على "السائقين" أخذ الحيطة والحذر التام أثناء القيادة داخل الأحياء المأهولة بالسكان وعدم السرعة لأي سبب كان؛ حتى لا تزيد حالات دهس الأطفال تحديداً لكونهم صغار يجهلون مدى الخطورة والمجازفة بأرواحهم البريئة وأجسادهم الغصة؛ وكذلك المارة الآخرين من المسنين والعجزة والنساء كذلك؛ كما أن على قائد المركبة أيضاً ألا يشغل تفكيره بغير القيادة فالانتباه مطلوب دائماً!
وفي المقابل تقع على عاتق الأسرة مسؤولية الحرص والتركيز الدائم على الأطفال أوقات المغرب والفترات التي تشهد فيها الشوارع والأحياء زحام شديد للسيارات؛ وذلك حتى لا يفقدوا أياً منهم تحت عجلات سائق متهور أو واقع في حالة شرود ذهني لمتابعة أو الانشغال "بالجوال والرد على المكالمات" أو سائق آخر يعاني من ضعف البصر من الأساس!
http://sabq.org/Lk1aCd