شباب مبدعون، لديهم طموح ورؤية ورسالة نحو المجتمع الذي يعيشون فيه، والذي يسعون إلى تنميته وتطويره.. من يتابعهم يظن للوهلة الأولى أنهم يؤدون العمل نفسه، وأن كلاً منهم تكرار للآخر، لكن ما شاهدته، ووقفتُ عليه شخصياً في الأيام الماضية، كان كفيلاً بأن يثبت لي أنهم متفقون في الهدف، وتختلف لديهم الوسائل والأسلوب فقط.


كانت بضعة أيام تلك التي التقيت فيها بعض مبدعي اليوتيوب لدينا، وهم مالك نجر وعلي الكلثمي وفراس بقنة وعلاء المكتوم، في مكان واحد، وبتنظيم من نادي الإعلاميين السعوديين في بريطانيا. استعرضوا جزءاً من تجربتهم الثرية في مدينة سالفورد البريطانية، وقدموا نماذج مشرقة يُقتدَى بها، ويُستفاد منها.


لم يصلوا لهذا المستوى من الإبداع والتميز إلا بالعمل والبذل والعطاء والجهد، إضافة إلى تجاوز العديد من الصعاب، وعدم الاستسلام لكلام وأفعال المثبطين والمحبطين.. فقد واجهتم معوقات ثقافية وعائلية وأيديولوجية ومادية.. لكنها لم تثنهم عن تحقيق أهدافهم، بل ساعدت في إخراج تلك الأهداف بشكل أكثر تأثيراً.


لقد انعكست هواياتهم واهتماماتهم والظروف التي مروا بها في الصغر عليهم؛ حيث عملوا على تطوير وصقل مواهبهم حتى وصلت إلى ما هي عليه الآن. وما يمكن التنبؤ به أن ما سيقدمونه في المستقبل القريب سيكون أكثر نضجاً وإمتاعاً.


إن الجيل القادم، الذي يقوده أمثال هؤلاء الشباب المبدعين، سيكون أفضل حالاً من الجيل الذي سبقه؛ حيث إنهم سخروا أنفسهم لنهضة جميع أفراد المجتمع، وفي كل الجوانب الممكنة.. وليصل تأثيرهم بشكل سريع، ويثمر عملهم، فإن من المهم أن تستقطبهم وزارة التربية والتعليم، وتستفيد منهم في توعية وتثقيف الطلبة.. والأهم أن ينقلوا للطلبة تجاربهم الإيجابية مباشرة؛ ليتعلموا منها.


لقد استفاد الغرب من قوتهم وتمكنهم في مجال الإعلام لسنوات عدة؛ فأثروا في الشعوب، وصنعوا أجيالاً تفكِّر بالطريقة التي يريدون.. والآن لدينا شباب واعٍ ومثقف، لديهم الإمكانيات؛ ليوظفوا التقنية الحديثة والمرحلة الجديدة من الإعلام لخدمة وطنهم وتنميته.




http://sabq.org/5X0aCd